كربلاء، قبلة لكل أحرار العالم، لما تحوي من أجساد طاهرة جادت بأغلى ما تملك ( الجود بالنفس أقصى غاية الجود)، لرفع راية الإسلام؛ وإصلاح دين محمد صل الله عليه واله وسلم (إني لم أخرج أشراً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي(.
تضحية الحسين وجوده بالنفس، والعيال، والأصحاب لا يقابلها من الجود الكريم إلا من جواد كريم فجعله قبلة للأحرار، والثوار، والمستضعفين، وجعل من ثورته رسالة؛ ومدرسة لكل المظلومين(تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فانتصر).
هذه المدينة التي يتشرف أبنائها، ويتفاخرون على الآخرين لأنهم يتنفسون هواء الحسين، ويعيشون ذكرى ملحمة الإباء، لكن؛ وللأسف الشديد، وبحكم تواجدي بأحد المواكب الخدمية المتواجدة قرب مرقد الإمام العباس عليه السلام، ولثلاث سنوات (أي ثلاث زيارات أربعينية) متتالية حدث شي غريب! فهناك قاعات للبليارد بالقرب من ضريح الإمام العباس، وخطوة الإمام المهدي عجل الله فرجه، وأرواحنا له الفداء هذه القاعات تكون مجمعا للشباب الزائرين ليستمروا للعب إلى الساعة الخامسة صباحا؛ ويمارسون فيها لعب القمار، وحصول مشاكل كثيرة بين الشباب، وسط ذهول الزوار، وأصحاب المواكب.
الطامة الكبرى، وللزيارة الجارية ألان، والزيارة الماضية تغلق الصالات إلى ما قبل الزيارة، أي أثناء تجمع الزوار في كربلاء لتفتح أبوابها على مصراعيها، وبموافقات رسمية من قبل مجلس محافظة كربلاء، وحسب ما سمعت بان احد أعضاء مجلس المحافظة هو مالك لواحدة من هذه القاعات؛ في احد الأيام جاءت قوة كبيرة من الجيش المكلف بحماية المنطقة بناء على طلب الزائرين، ونتيجة لحصول مشاجرة بين زبائن إحدى القاعات طلبوا من الباقين الخروج من القاعة، وغلقها لكنهم لم يستطيعوا لسبب بسيط هو إن القوة المكلفة جاءها اتصال عبر اللاسلكي بعدم غلق القاعة، وتركها، وشانها مما اضطر من المفرزة أن تنسحب، وحسب ما أفاد لي احد أفرادها وسط ذهولهم وذهول الزائرين.
تعسا لقوم لا يحترمون قدسية الحسين وأخيه العباس، تعسا لقوم رزقهم السحت، تعسا لقوم يستغلون مناصبهم لتحقيق مآربهم الخاصة، وان كانت حرام.