لافتات مجموعة قصائد قصيرة للشاعر العراقي المغترب احمد مطر، كل قصيدة سميت لافتة لأنها تشبه اللافتة من حيث قصرها ، لافتة احمد مطر التي رفعها بوجه بندر بن سلطان عنوانها ( شكوى باطلة ) ، والرفع بوجه بندر أفتراضي ، لوجود مناسبة بين دور بندر بن سلطان اليوم ، وبين هدفية اللافتة .
الشاعر البصري احمد مطر كتب لافتاته ، وهو يعبر عن مظلومية أبناء الشعب العراقي ، ويصف صور الظلم الذي تتعرض له الشعوب العربية والاسلامية من أدعياء الدين ، وقد أشّر ذلك الباحث العراقي الدكتور عبد الكريم السعيدي في كتابه الموسوم (( شعرية السرد في شعر أحمد مطر )) ، يقول الباحث السعيدي في صفحة ( ١٠٦ ) من كتابه وهو يتحدث عن لافتة ( شكوى باطلة ) : (( وفي أشارة الى الاستهتار بعقول الناس وبالدين جعل احمد مطر جلاده عجوزا طاعنا في السن مؤمنا حريصا على أداء فرائضه كالصلاة وهو نظيف من كل نجاسة كدماء الابرياء ويعتقد أن مهامه أنجاز ما كلف به من واجبات – أعدام الناس – من دون السؤال عن صحة ذلك الفعل من عدمه )) .
يضيف الدكتور عبد الكريم السعيدي (( وهو يذكرنا بما كانت تقوم به محاكم التفتيش أذ كانت الكنيسة تعمد الى حرق جثث ضحاياها ، لأنها – كما تقول – لم تكن ترغب في أراقة الدماء ، وفي هذا الصدد لابد من الاستشهاد بقول الحسن البصري لأحد رجال الدولة ( وكيع بن ابي سود ) جوابا عن سؤاله عن دم البرغوث اذا أصاب الثوب ، أيصلى به ؟ فقال الحسن : (( يا عجبا ممن يلغ في دماء المسلمين كأنه كلب ثم يسأل عن دم البراغيث )) ... )) . أنتهى كلام الدكتور السعيدي .
ومن يسأل عن دم البرغوث على الثوب أيصلى به وهو يسرق قوت الجياع ، موجود في وسطنا ، وقد يرتدي زيا دينيا ! والقاتل للابرياء عن بعد بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة وهو يؤدي الفرائض والنوافل موجود بيننا بلحيته الكثة ! والذي يذبح المسلم الاخر بسكين الجهاد وهو متوجه للقبلة وينادي الله أكبر، أيضا موجود وينظر البعض اليه بنظرة القداسة !
فلا نستغرب عندما ينقل الينا احمد مطرمشاعر الجلاد العجوز الذي يذبح بسيفه تنفيذا لأمر السلطان ، وهو يخشى على ثيابه البيضاء من قطرة دم تقفز على ثيابه البيضاء الناصعة ، لأنه سيصلي بعد الفراغ من قتل الضحية ! ولأن الجلاد ملتزم بفتوى وعاظ السلاطين التي تلزم بنظافة الثوب عند الصلاة من أجل ان يقبلها الله ! لأن المهم عند المستخفين بعقول الناس ، وعند تجار الاديان هو نظافة الثوب وليس نظافة القلب والعقل ونظافة الفعل والسلوك !
أما اللافتة التي نحن نرفعها الى احمد مطر لنقول له فيها ، أن عراقنا الذي فارقته منذ سنين تنوعت فنون القتل فيه ، وتنوعت الضحايا لكن الجلاد واحد ، يتوالد بالاستنساخ منذ العصر الاموي حتى عصرنا الحاضر ، ولا يخفى على احمد مطر من هو الضحية ، ومن هو الجلاد ، ومن المستفيد من فعل الجلاد ، لا بأس أن أذكر بالمستفيد ، أسرائيل الصهيونية وامريكا الشيطانية ، وجنود الشيطان من الرؤساء والامراء والملوك العرب ، كل هؤلاء هم المستفيدون من المتاجرة بالدين والعقول ويلحق بهم جيش من وعاظ السلاطين ، فلهم الدور الكبير في تزييف دين الله .
الشاعر احمد مطر أستميحك عذرا ، لأني رفعتُ أحدى لافتاتك نيابة عنك الى جنرال من جنرالات الشر في المنطقة هو بندر بن سلطان ، فهو اليوم بطل ساحة القتل التكفيري ، واظنك ستوافق على هذا الأنابة ، لأن الرجل متورط في سفك دماء الكثير من أبناء شعبك العراقي .
بندر بن سلطان الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي ، ورئيس الاستخبارات العامة ، مسؤول القتل التكفيري في العراق وسوريا وتونس وليبيا ومصرولبنان وبلدان اخرى في العالم العربي والاسلامي ، لا ادعي هو الوحيد ، بل معه الكثير من أدعياء الدين ووعاظ السلاطين ، وسلاطين الجور والظلم الذين تسّيرهم امريكا والصهيونية أذكر على سبيل المثال لا الحصر ، حكام قطر وتركيا ، ليشكل الثلاثة (السعودية وقطر وتركيا) أكبر محور للشر في المنطقة ، طبعا هناك حكومات أخرى في المنطقة تدعمهم في هذا التوجه .
بندر بن سلطان احد افراد العائلة الوهابية الحاكمة في السعودية الذين يحكمون باسم الدين ، وتنشر فكرها التكفيري بالدولار والسيف ، من لم يأتِ بالدولار يأتي بالسيف رافعين شعارالوهابية ، الدعوة لقتل الاخر المختلف كسبيل لدخول الجنة ، وآثار هذا الشعار التكفيري منتشرة الآن في الساحة العربية والاسلامية من خلال الحركات الجهادية المسلحة ، المعلومات تقول أن بندر بن سلطان هو من يقود حركة القتل التكفيري في كثير من البلدان ، يتقاسم معه الدور قطر وتركيا .
بندر بن سلطان احد رجال الدولة الدينية في السعودية ، فملكهم يسمى خادم الحرمين والعائلة السعودية هي المسؤولة عن حماية الحرمين ، ، أذن بندر خادم الدين هو المسؤول عن القتل التكفيري اليوم ، يصوم رمضان ويصلي التراويح والفرائض واحيانا يصلي جماعة خلف احد شيوخ الفتاوي التكفيرية ، يحاسب من يتأخر عن وقت الصلاة ، يعاقب من لا تضع النقاب على وجهها ، اوالتي تمشي في الشارع ولا يكنس ثوبها الارض أمتثالا للحجاب الاسلامي الوهابي ، يرعى ويحمي ويدعم وعاظ السلاطين من شيوخ التكفير ، واصحاب الفتاوي الغريبة مثل نكاح المجاهدة في سوريا ، أذ يجامع المرأة المجاهدة في ليلة واحدة أكثر من واحد ، وقد يصل العدد الى عشرة مجاهدين او اكثر ، واكراما لهؤلاء المجاهدين أصدر الشيخ (ناصر العمر) احد شيوخ الفتاوي الغريبة في السعودية فتوى تجيزنكاح المحارم .
هذا النموذج من شيوخ الفتوى الذين جلبوا العار للمسلمين وشوهوا دين الله الحق يتمتعون بحماية بندر بن سلطان ورجال الحكم الوهابي الاخرين ، هذه هي اهم صفات بندر المتميزة ، أضافة الى أنه خادم مطيع لسيدته امريكا وللحركة الصهيونية يسترشد بتوجيهاتهم وينفذ أوامرهم تقربا لله تعالى .
لم يعدم التأريخ شخصيات مثل بندر بن سلطان ، ممن يرتدون عباءة الدين وعمامة رسول الله ( ص ) ، لكنهم في الواقع أعداء للاسلام ، يقتلون المسلمين الاخرين باسم الدين ، ويهدمون الكعبة المشرفة بأفعالهم وسلوكهم المشين ، وبذلك يشوهون مبادئ الاسلام الانسانية السمحاء ، أسلامهم هذا هو من يروق لامريكا واسرائيل ، فهو الاسلام المطلوب عندهم ، لذا نرى الدعم القوي من امريكا واسرائيل لادعياء هذا الاسلام ، مشكلة المسلمين والأسلام اليوم ، هم أدعياؤه ، الذين يرتدون لباس الدين وهم بعيدون عنه وعن مبادئه السامية ، يدّعون لا احد غيرهم يمثل الاسلام ، ولا احد غيرهم يفهم الدين بالصورة التي يريدها الله تعالى ، يتكلمون وكأنهم وكلاء الله في الارض ، ترى صلاتهم وتسمع تلاوتهم وخطابهم ، فيخيل اليك أنهم الامن والامان والمحبة والسلام والعفة والنزاهة ، لكن تراقب سلوكهم وفعلهم حينئذ تشعر بالحسرة والالم ، وتبكي على الاسلام واهله ومستقبله .
واخيرا نختم بأحدى لافتات احمد مطر التي يتهكم فيها على السلطة الجائرة التي تستهزئ بالمواطن وتستخف بعقله :
(( كلب والينا المعظّم عضني اليوم ، ومات ! فدعاني حارس الأمن لأعدم بعدما اثبت تقرير الوفاة أن كلب السيد الوالي تسمم! )) .