والأمثلة كثيرة لا حصر لها, ولا ادراك يحويها, فمن أعيته الحيلة تشدق بحبال الارتجال سبيل للنجاة, وابتعد وأبعد, بل ظل وأظل, فالغاية تبرر الوسيلة.
كثيرة هي الاحاديث التي تحث على العمل بصمت, وتجنب كثرة الحديث, وقضاء الحوائج بالكتمان, عن الرسول الأكرم (صل الله عليه وآله وسلم) "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود".
وشاهد حال أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ لماذا لم يطالب بحقه في الخلافة ـ قائلاً (عليه السلام): بعد أن بويع مضطراً بعد عثمان، ( أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله قبض وأنا أولى الناس به وبالناس من بعده؟ فقالوا: اللهم نعم، قال فعدلتم عني وبايعتم أبا بكر، فأمسكت ولم أحب أن أشق عصا المسلمين وافرق بين جماعتهم).
كان أمير المؤمنين يدرك أن تماسك الدين الإسلامي ووحدته أكبر من خلاف على ـ الخلافة ـ وكان على يقين ان صلاح الغاية لا يتم إلا بصلاح الوسيلة.. وغايته هي الاسمى لصلاح الامة, والتأريخ ليومنا شاهد عيان, والصمت في مثل هكذا مواقف هو؛ أمضى وأبلغ من الحسام سبيلا.
قانون الأحوال ألجعفري؛ كما سُوِقَ له من قبل البعض, لم يكن غاية بحد ذاته بل وسيلة لبلوغ الأهداف على حساب فئة دون أخرى, هل كانت معاملاتنا وأفعالنا خلال الاعوام الماضية تفتقر للصواب, وأين منها وزير العدل..!؟, أم انها كانت وفق كتاب آخر لم يفقهه من بيده أم الكتاب.!!.
ثم هل استحكمت حلقات وصل الانظمة والقوانين, ولم يبقى سوى ذلك القانون للبت فيه, كثيرة هي الاسئلة والأكثر منها الأجوبة كما تعلمون.
حين برز للعلن مقترح هذا القانون, المعترضين عليه أبدوا معارضتهم له من باب درء الفتنة, والابتعاد عن أي سبب قد يباعد بين الأخوة في الدين, وحفظ وحدة المسلمين وتماسكهم,أما من التزم جانب الصمت: وترفع خوض غمار سياسات آنية مصلحية, مجنباً بذلك أي هفوة هنا أو هناك يمكن أن تصدر لتكون ردة فعل معاكسة, من شأنها توسيع الفجوة التي ما فتئ علماء الأمة تضييقها.
دعاية انتخابية وحملات من هنا وهناك الهدف منها سياسي؛ أكثر مما هو يصب لمصلحة الأمة, لكن أن يجير ذلك القانون من قبل البعض بضرب المرجعية الدينية, صمام أمان البلد, ومن قبل أناس هم أقرب لها من سواها, فذاك هو العجب العجاب.
ـ ماذا تفعل ؟؟
إذا تجاهلك عزيز لديك والتفت الى أولويات؛ واهتماماته الخاصة وابتعد عنك.. وأنت تركض خلفه تريد احتضانه.. وتسعى للحفاظ عليه.. ويستمر باهتماماته الخاصة.. فتتركه وتبقى مع دعواتك له بالوعي والصلاح, يعود اليك لائما معاتبا متهما اياك بالبرود والصمت, والابتعاد عنه..!!