"كم من شاب في الستين من عمره! جذبنا اليه بروحه الخلابة, ونشاطه الملفت, وكم من عجوز في الثلاثين من عمره ! تأسفنا عليه, وتألمنا".
القائد الشاب: هو خليط متجانس من الواقع والخيال, والجنون والعقلانية, والطيش والموضوعية, والجرأة والتأني, والقائد هو من يصنع البسمة لثكالى الزمان, والفرحة يطلقها في سراديب الحزن, ويتسلح بسلاح الحقيقة, في زمن الخديعة والكذب؛ وكل من يريد أن يكون قائداً, علية أن يمتلك كل هذه المرادفات, حتى يصبح أنموذجا يقود, ولا ينقاد.
الدولة أو الوزارة أو المؤسسة, التي تبحث عن النجاح, لابد أن يكون على رأسها قائداً, يتمتع بكل الصفات؛ التي تجعله ناجحاً متألقاً, ليصل الى القمة, وأن يمتلك الرؤية السليمة والإبداع, ويكون متجدداً في أفكاره وأطروحاته, (واثق الخطوة يمشي ملكاً) ويتسابق جميع من معه لتقليده, والقائد هو الربان الناجح لسفينة الحياة, وعليه أن لا يهتم بتوافه الامور, ويشغل وقته فيها, بل عليه البحث عن أفضلها نفعاً لعامة الناس ولفريقه؛ ليكون قدوة ناجحة, ويملك السمة التي تجعله مميزاً بين أقرانه.
يتميز جميع العظماء بالشجاعة, في التضحية بالنفس من أجل المبدأ, وأيمانهم المطلق في شخصيتهم؛ التي صاغوها ليكونوا قادة ذوو شأن, بيد أنها ستبقى لصيقة بهم حتى بعد مماتهم, ويحصدون ثمرة الجهد والتفاني والصبر؛ الذي هو جزء لا يتجزأ من شخصيتهم, سيما أنهم عاشوا حياة العظماء, وأغلبهم نشأوا في الأحياء الفقيرة والمعدمة؛ لكنهم شقوا طريق الصعاب, وساروا نحو الهدف المنشود, ومن خلال طفولتهم البائسة صنعوا التاريخ, وتتحدث عنهم الاجيال على مدى الدهر, بأنهم قادة وبامتياز.
هناك أمور كثيرة تعيق الإبداع, وهي معقدة, فلكل قائدٍ محبٍ ومثابرٍ سائرٍ نحو النجاح, عليه أن يبحث بين مكامن شخصيته عن الشجاعة؛ ويترك الخوف, ويحاول دائماً حتى لو فشلت كل محاولاته, وأن لا ييأس فاليأس يقتل الشجعان, وهو أخطر من العدو الذي يتربص به.
رسالتي أكتبها, الى من يملك الفرصة, ليكون قائداً ناجحاً, وجب عليه ان لا يفرط بها, وليصنع لنفسه تاريخاً مشرفاً, ويكون القدوة لكل الشباب الذين ينظرون اليه مديراً إدارياً مملاً, وليصبح قائداً يقود الرعية, الى برّ الامان.
أخيراً انظر الى العظماء وكن قائداً عظيما..