يعتصرني الألم وأنا أرى العالم, وما ينتشر فيه من تقدم, بينما نعيش واقعا مريرا, اغلب صوره بشعة, وأحداثه مفجعة , كذب وزلات, معاناة وفساد, محاباة وعصابات, غش ومجاملات ... قائمتك السوداء يا بلدي تطول, ما دام الضمير في من تسلم مقدراتنا مشلول..
وان كنت متيقن, أنني كمواطن عراقي أتحمل جزء من مصيري, لأني استسلمت وسكت عن المفسدين في دولة كارتونية يرفع أبطالها, ورموزها شعار القانون! لاعبين حكمونا لثمان سنوات عجاف بمعنى الكلمة, لا اعرف امن تحت (اللحاف), وهم بين النوم واليقظة! ربما فمن المستحيل أن يكونوا يعون ما يفعلون, أنهم يخربون العراق؛ أصبحنا اليوم بكل المجالات نتراجع للوراء فقط للوراء..
كم اخجل وأنا أرى الشعب بفضلهم أصبح في بلد الحضارات من المهملات؛ لا هواء نظيف, لا شارع, لا مصانع, لا امن, حتى الأهل والإخوان, الكل في حيرة من أمره: فلان خرج ولم يرجع, المدينة الفلانية تحت رحمت المتطرفين, المحافظة الفلانية, تغوص ببحر الفقر وتردي الخدمات, ويتنعم في خيرها الطغاة..
لماذا كل شي يتغير إلا طريقة عمل نظامنا؟ لماذا الفاسد لا يحاسب ؟ بل يكرم بعد ثبات فساده! أين وزير التجارة السوداني؟ أين وحيد وزير الكهرباء؟ أين وزير الدفاع؟ ... القائمة تطول..
شخصيات لم يفيدها ما كانت تتمتع به من نفوذ في منطقة الحكم الخضراء, تسكن اليوم بلدان أوربية او في ولايات أمريكية, ما أجمل النعم التي فيها يعيشون؟ مع الأسف كلها من امؤال الشعب المظلوم لأنهم مجرد سارقون تركوا يعمهون إلى يوم غير معلوم مهما طال فهو قصير.
إلى متى ؟ وحتى متى ؟ أألا الممات ؟ ألا يوجد يا عراقيين غدا او بعد غد انتخابات؟ لماذا لا تغيروا واقعكم ؟لما انتم في خيركم تمانعون وعلى أنفسكم تمنعون, وغيركم فيه يلعبون..
أهل السلطة في البقاء طامعين؛ يقظين بعد أن كانوا في سنين خلافتهم الغابرة نائمين !