كل امة أعطاها الله مجموعة من العظماء , وهبوها كل ما يملكون ولم يطلبوا منها ألا العمل بما ضحوا من اجله , من اجل أن تنمو وتتطور وترتقي بنفسها لتصبح رمز من رموز العالم , كما فعل الغرب وارتقى بنفسه لأنه عمل بنظريات علمائه أمثال جان جاك روسو وهوبز ومونتسكيو وغيرهم من عظماء الغرب , إما نحن فنرد جميل عظمائنا ومن ضحوا بأنفسهم من اجلنا بنسيانهم وعدم العمل بما ضحوا من اجله , فاخترنا طريقا ً غير الطريق الذي اختاروه لنا , وأصبحنا امة ميتة أفضل ما تستطيع عمله هو تقليد الأمم الأخرى , ولكن امتنا لا قلدت الغرب في الأشياء الايجابية ولا عملت بما كان مرسوما ً لها فضاعت في مفترق طرق أو كما يقول المثل العراقي الشهير ( لا حظت برجيلهة ولا خذت سيد علي ) , فنحن ألان مبدعين في تقليد الموضات والسيارات والاحتفالات , ولكني نسيت إن أضيف بأننا أخذنا شيئا ً واحدا ً من حضارتنا ألا وهو العنف وعدم احترام مشاعر الآخرين وهذا شيء نابع من الحضارة البدوية وليس من ديننا الحنيف الذي يرفض كل ما تقدم , فنحن لم نأخذ من ديننا إلا المظهر , وحتى المظهر بدأ بالزوال حيث أصبحت تخشى إن توصف بالتأخر بسبب سلوكياتها التي تعتقد بأنها لا تلائم الزمن والحضارة العصرية , ولكن لو نظرنا إلى ثقافتها لوجدناها ابعد ما تكون عن ثقافة ديننا , إن لكل مجتمع ثقافته الخاصة به فما يطبق في الغرب ليس بالإمكان تطبيقه في الشرق لخصوصية كل مجتمع , فأصبحنا امة ليس لها لون أو طعم أو رائحة وتابعة في كل شيء , والمضحك المبكي إن من يدعي أنه حامل لواء امتنا هو من اقترح مشروع الاعتراف بإسرائيل في قمة فاس , واليوم نحن نستجدي اعتراف الدول بفلسطين !
أي أفعال فعلنا بأنفسنا ؟ وماذا سنقول للأجيال القادمة وتحت إي ذريعة عندما يقرءون تاريخنا ويطلعون على مواقفنا المخجلة ؟ وبما إننا من سيربيهم فلن يسألوا لماذا لأننا في حينها سنكون قد عودناهم على ذلك .
خوفي من اليوم الذي سنصلي فيه في الخفاء ليس قربة ً إلى الله ولكن خوفا ً من إن نوصف بالمتخلفين لأن الغرب هو أساس كل شيء .
فأن كنا حقا ً مسلمين ونؤمن بالمعاد الذي هو أصل من أصول ديننا الحنيف فبأي وجه سنقابل من جعلنا خير امة ٍ أخرجت للناس ونحن نتذلل لأرذل الأمم ؟