توحدت كلمتهم , ونجحوا في التصدي لزمام الأمور, والاختيار من بينهم رئيس وزراء جديد, اسمه جواد, لأول وهلة فرحت الناس, استبشروا وتهلهلوا, فجواد كله جود, هو والدعاة سيطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما من دون طمع بجزاء ولا شكورا ,سيظهرون للعالم بان العراق بعد العدوان, الحرب, الدمار, اليوم موجود..
سرعان ما طل علينا الرئيس جواد, ليقول لنا انه نوري, وما كان جواد, إلا لخطاء مطبعي, أمر غير مهم, فنوري من النور, وما اشد الظلمة التي كنا نعيشها..
على كل حال بعد حين الأمل طار, وانقلب حال الناس من الفرح إلى الحزن, فلا جود ولا نور وكما قال الشاعر" قد اخلف القوم بعد ما وعدوا وافسدوا القصد بعد ما وعدوا"..
إرهاب, مفخخات, خطف, فساد, ظلامه, مظلومية, وعود غير منجزة, وفوق كل ذلك برز من بين إللا موجود المدلل حمودي للوجود, تطورت الأحداث, لتصل الأمور إلى الذروة, حرب داخلية, وماسي قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه..
أمر لم استطع معه نوما فاضطررت للنهوض فزعا, لأجد أن الحلم الذي عشته حقيقة, صدر حكم الزمان علينا بالأشغال الشاقة, ومازال العراق بأهله ينفذونه إلى يوم التغيير, الذي فيه سنختار حكامنا ليصدق قول الشاعر فينا "أن غرهم أنا نسالمــــــــهم فالنار تحـــــت الرماد تتقـــد .. او عهدوا العجز والهوان بنا غــــدا يلاقوا غيـــــر ما عهـدوا", أما خير يجمعنا, او شر يفنينا..