في الامارات بدأوا بعملية جمع المياه من تنقيط مكيفات الهواء المنزلية.. بشبكة داخلية، وفي المنطقة وصولاً لمحطات الخزن.. وكانوا في المانيا الديمقراطية يقومون بحملات شعبية لجمع الثلوج عند تساقطها لتنقل عبر الشاحنات المخصصة لبحيرات اصطناعية. وفي معظم البلدان تؤسس المجاري والقنوات مستخدمين انحدارات الارض لتجمع المياه في خزانات طبيعية واصطناعية.
تخط الدول خطاً وهمياً تسميه خط الامطار او المياه فينقسم البلد الى تحت الـ ٢٠٠ ملم.. وفوقه، ويمر عندنا وسط البلاد وشمال بغداد.. فصارت الزراعة ديمية في الشمال خصوصاً في فصل الشتاء.. وسيحية اساساً في جنوبه.. فتراجعت الزراعة والرعي بسبب انخفاض مناسيب المياه اولاً، والاستمرار في استخدام طرق الارواء والاستخدام القديمة.
سقطت، خلال العامين المنصرمين، كميات كبيرة من الامطار تجاوزت في المناطق الوسطى والجنوبية الـ ٢٠٠ ملم، ومعدلات اعلى بكثير في المناطق الشمالية.. وسبب ذلك، كما يذكر، التحول المناخي.. وسواء تأكد التحول، ام عادت الشحة، فاننا بحاجة لتجديد نظراتنا لقضية المياه.. فنترك اساليب السقي القديمة وتبخرها ورميها في البحر.
ان بلداناً فقيرة.. وصحراوية استطاعت بالعمل الدؤوب من استثمار كافة اشكال الحصول على المياه سواء من رطوبة الجو واصطياد المياه عبر شبكات كما يقومون في امريكا الجنوبية.. او من المياه الجوفية او من مياه البحار كما نشاهده اليوم في بلدان الخليج.. او بالطبع من خزن الامطار والمياه الجارية، الخ.
تاريخياً يسمى العراق بالدولة "الهيدرولية" المائية لاعتماده واهتمامه بمشاريع الري والخزن.. لكن هذه النظرة تراجعت مع الاعتماد المتزايد على النفط.. فتراجعت اولية مشاريع الري الحكومية او المبادرات الفردية لخزن المياه او لتقنينها.. في وقت يجب ان تعطى الاولوية التعبوية والمالية لقضية المياه.
للاسف.. انخفض قطاع الماء والمجاري والصرف الصحي بنسبة ٥.٩% عن عام ٢٠١٣.. وخصص للموازنة الاستثمارية لوزارة الموارد المائية ١.١ ترليون دينار فقط، وهو مبلغ قليل بالنسبة لموازنة تصل الى ١٦٣ ترليون دينار.