من غيره، رئيس الوزراء، وحكومته المتعبة، قائمة طويلة من المشاكل، التي يعاني منها المواطن طبعاً، وليس المسؤول، وملفات متشابكة، الخدمات، الأمن، البطالة، الفساد..الخ.
على ما يبدو أن شعار الحكومة، المشاكل، الأزمات، الإذلال، فلا يمر يوم دون مشكلة هنا أو هناك، وأزمات على مدار العام، أما الإذلال، إذلال المواطن، في كل مكان وزمان، فحدث ولا حرج، البلد ينهار، متقطع أشلاءاً، ويسمونها حكومة وحدة وطنية، عن أي حكومة يتحدثون ؟! وزارات بلا وزراء أصلاء يديرونها، تقاعس وخمول في العمل، وفساد يهدم كل بنيان، الأجهزة الأمنية لا تظهر قوتها إلا على المواطن، الذي تطبق على رأسه المنهك من كثرة التفكير بقوت يومه، والوعود كلام أجوف، لا يسمن ولا يغني من جوع.
تنازلات ليس لها نهاية، والمزايدات على شاشات الفضائيات، يتحدثون عن الوطنية والجغرافية والتاريخ، ولم تبق لدينا وطنية، بل كرهناها وكهرنا من يتحدث بها، وجغرافية البلد ملونة ومكتوبة بلون الدم، والتاريخ خجل من أفعالهم، اسود مستقبلنا، النور تلاشى فلا الأجيال الحالية، ولا أجيال المستقبل تراه، نور وهالة تحيط وجه المسؤول، الذي تفح ونور من خيرات الشعب، و تنزيلات بأدنى الأسعار، على دماء الشعب، فما ارخص دمك، أيها المواطن العراقي، يستقلون احدث المركبات، و تعتلي بتابوتك أسطحها،.
من يطلع على المبادرة الأخيرة، التي تقدم بها أهل الانبار، لحل النزاع في محافظتهم، وموافقة دولة الرئيس عليها، يتصور إن النزاع بين دولتين جارتين مستقلتين، بينهما مشاكل حدودية بسيطة.
أكثر من عام على الأزمة، ونحن نسمع نفس الكلام، مطالب مشروعة، ومطالب غير مشروعة، ولا اعرف حقاً ما الجديد؟ وما الذي حدث؟ فالمطالب نفسها، كان من الممكن أن تنفذ، وكنا قد كسبنا الكثير، ووفرنا الكثير من دماء أبنائنا، ومن جهود قواتنا الأمنية، ولا أخالها إلا تنازل جديد، أو تنزيلات جديدة وبأسعار مخفضة أكثر، فالانتخابات على الأبواب، فلا باس بالتنازلات والتنزيلات، لا تشغلوا بالكم، أنها مجرد دماء، أنهم مجرد فقراء، وعاشت الوحدة الوطنية، عاشت حكومة الوحدة الوطنية.