لست من اتباع التيار الصدري فكريا ،ومثلي يفترض ان يسعده ابتعاد أي رجل دين عن السياسة، لكني هذه المرة، ولو كان الامر بيدي ، لتوسلته ان لا يفعل. ليت السيد يدلنا كيف ان اعتزاله وتياره العمل السياسي يرفع "معاناة الشعب كافة"؟ الواقع يقول ان العكس قد يحدث. وهنا يجب ان يكون الكلام على المكشوف حتى لا أكون انا أيضا قد وقعت في فخ "التصچيم. "
سواها البخت واستوت ان يكون رئيس الوزراء شيعيا، رغم ان ذلك لم يرد في دستور او قانون. لكن أي شيعي؟ إسلامي حتما. وبالمناسبة لو كان البخت أراده سنيا، مثلا، فسيكون إسلاميا أيضا. هذا يعني أن يساريي الشيعة والسنة وعلمانييهم لا مكان لهم. كم هي نسبتهم؟ لا أدري. فقط ادري أن "موت يا المالك اظافر" حسب قول الشاعر كاظم الركابي.
الحاكم الشيعي اليوم مستبد: حقيقة. ثم كبر برأسه حب الحرب: البلوة الصدامية نفسها عادت لكن بتسريحة مصبوغة ذات فرق على يسار الرأس وممشطة بإتقان هندسي. مَن يخلص الناس منه؟ بصراحة مرة أخرى، شيعي واسلامي أيضا. بالقلم الفصيح والعريض جدا: أما التيار الصدري أو المجلس الأعلى. وهذه الـ "أو" لا تحل "معاناة الشعب كافة" الا إذا صارت "و". ليس واو العطف بل واو المعية. غير ذلك أشك بان "چِدمة" الولاية الثالثة ستزاح عن صدر العراق.
أتمنى ألاّ اكشف سرا لو قلت بأن أحد رموز التيار الصدري اخبرني ذات يوم أن السيد مقتدى يتابع ما نكتب في هذه الجريدة ويثمنه. وأبلغني شخصيا تحيات السيد. هذا قد يمنحني الحق بأن أتمنى عليه أن يؤجل قراره حتى تنكشف غُمة الولاية الغَمة.