وبصراحة لم اكن امتلك جوابا مقنعا على هذا السؤال، لذلك طرحته على احد القريبين للشيخ همام حمودي، وقد رد علي قائلا وبثقة عالية. ان الشيخ همام حمودي يعتبر شخصية سياسية معروفة، فقد بدأ ممارسة العمل السياسي النضالي ضد نظام حزب البعث في مطلع السبعينات، وقد تعرض للمطاردة والاعتقال عدة مرات، حتى نجح بمغادرة العراق بعد تصاعد موجات القمع والاضطهاد والتنكيل، واستمر بعمله السياسي الجهادي في المهجر منذ عام ١٩٨٠ وحتى سقوط نظام صدام في عام ٢٠٠٣، ولم يتوقف ولم ينقطع بعد ذلك، بل انه كان دوما في مواقع التصدي والمسؤولية، واهم واخطر دور اوكل اليه هو ترؤس لجنة كتابة الدستور، وهو –اي الشيخ حمودي-يمتلك رصيدا سياسيا ونضاليا وجهاديا كبيرا ومشرفا، وشخصية عقلانية متوازنة جعلته موضع احترام وتقدير مختلف القوى السياسية والاوساط الجماهيرية العراقية، ومن يريد اليوم ان يبحث عن شخصيات سياسية مقبولة وايجابية على الصعيد الوطني العام، فان الشيخ همام حمودي سيكون من بين اهم وابرز تلك الشخصيات... لذا فأن وجود اسمه سواء في اول قائمة المرشحين او في وسطها او نهايتها لايغير شيئا بالنسبة له، واعتقد انه حينما اصر ان يكون اخر اسم في قائمة المرشحين، اراد ان يبعث رسالة مفادها ان الترتيب لايؤثر على فرص الفوز بالنسبة لمن يمتلك التأريخ والفاعلية والحضور في كل الميادين، اي ان وجود اسمه في ذيل القائمة لايعني له شيئا لان تأريخه ودوره وحضوره وسلوكه هو الرصيد الحقيقي والرقم الحقيقي له.