،سيما بموعد انطلاقها وطبيعة التصريحات التي رافقتها ، مما شكل وعياً جمعياً في أوساط الرأي العام العراقي، استطاع أن يكشف المشهد على حقيقته الانتخابية التي بانت بامتياز!!.مما سبب إحراجا للحكومة وائتلاف حزب الحاكم وتراجع كبير في سوق بورصته الانتخابية!.
التيار الصدري كذلك شعر بتراجعه الكبير، بعد تشظي بعض المكونات من بوتقته ، ثم التحاق بعض أهم شخصيات التيار بتلك القوى مثل (عصائب أهل الحق) قضمت من جرفه الكثير، ومما زاد في الطين بله! تقطيع اذرع التيار في المفوضية عبر جملة من التنقلات خارج مساحات التيار الانتخابية لبعض الشخصيات التابعة للتيار في المفوضية ، فضلا عن أتمام التصويت بالبطاقة الذكية!.
الأسباب السالفة جعلت من التيار الصدري يبادر بخطوة اعتزال السيد مقتدى الصدر السياسة!.وفي قراءة أولية تشير أن الرأي العام العراقي ينظر إلى تلك الخطوة أشبه ببراءة ذمة الصدر مما ستؤول أليه نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة ، والتي تؤكد جميع المعطيات عدم حصول التيار على نصف مقاعده الحالية (٤٠ ) مقعد أولاً وثانياً أمكانية أن يدعم الصدر وجوه جديدة غير الوجوه الملوثة الحالية!.
ما يستحق الاهتمام أن تلك القراءة لم تكن فقط وسط النخبة بل شملت طبقة العوام أو ما نطلق عليهم بعدم الوعي السياسي
وهذا بحد ذاته تطور كبير في عقلية الناخب العراقي الذي خاض الانتخابات السابقة على أسس طائفية !ما يشكل انحراف في بوصلة الناخب العراقي نحو البرامج الانتخابية، والبحث عن من يحمل مشروعاً لبناء الدولة وليس الحصول على السلطة .
هذه المعطيات تشير أن رحم الانتخابات القادمة سيولد لنا مشروع قد يحدد مستقبل الدولة العراقية لعقود قادمة ، وعلى الجميع أن يدرك حقيقة الوعي النخبوي والشعبوي الذي افرزه تكتيكين انتخابيين معركة الانبار وانسحاب السيد الصدر، وهذا ما يجعل الجميع في ساحة منافسة "المشاريع الانتخابية" ، وليس في ساحة "التسقيط الانتخابي" .