العراق اليوم، وان كان الظلام قد لفه على مدى ولايتين متتالين، فانه يعيش اشد أيامه ظلاما وظلما. الذي يحدث في الانبار اليوم ما كان يحدث لو ان مشعلي الشر لم يجدوا اذنا صاغية عند صاحب القرار. هم هؤلاء من القوا العراق في مستنقع الدم، ثم عادوا الى أبيهم عشاء يبكون.
الشكّاءة البكّاءة دوما حنان الفتلاوي لا تفوت فرصة تلوح بها نار الشر الا وزادتها حطبا. تبكي على أهل الجنوب، وأي جنوب؟ الجنوب الذي كتب عليه ان يكون ابناؤه وقودا لمعارك العنصرية والقومجية من يوم قالوا بلى. ها هي توابيتهم صارت تعود من القتال لكنها في السر اكثر من العلن. اضيفوا لذلك الحصاد اليومي الجنوبي من المفخخات والقتل.
بدلا من ان ينكسر قلبها، كامرأة عراقية على الأقل يفترض انها تعرف معنى الترمل والتثكل والتيتم اكثر من أي امرأة أخرى، صارت تجيّش الجيوش لفتح خنادق أخرى للحرب وكأن هذا الذي يحدث بالأنبار لم يشف غليلها. تريد ان تشعلها حربا جديدة على الاكراد هذا المرة. انه حنين صارخ لتلك الفواتح التي كان ينصبها اهل الجنوب على مدى عقود لشبابهم في حرب زجهم بها حكام مرضى بداء الشوفينية والعنصرية.
ماذا تريد الفتلاوي كبيرة مستشارات المالكي، وربما حتى مستشاريه؟ تريد من الاكراد "لدى دخولهم بغداد أو المحافظات الأخرى، ان يحصلوا على الموافقة وأن تمنح لهم مدة إقامة ولا يسمح لهم بشراء أي عقار"! ليش يابا؟ السبب هو ادعاؤها بان الإقليم يفرض على العراقيين فيزا؟ خوش. بس وين السفارة الكردية التي تنطي فيزا يا حضرة المستشارة؟
انا أعرف الأدمغة التي تخاطبها الفتلاوي لتستحوذ على اصواتها في الانتخابات. عقول خربها النظام السابق وخلق منها قاعدة لا يستهان بحجمها ترى ان الصلاة "الوطنية" لا يتم وضوؤها الا بكره الاكراد والدعوة لقتالهم. لا تنسوا ان تضيفوا لهؤلاء مجاميع مغسولة الحس والدماغ معا ترى ان هذه الصلاة تصبح مقبولة اكثر لو "تعطرت" بكره الكويتيين والسُنة.
لا اظن اني بحاجة لتذكير مستشارة الشر هذه بانها تخالف الدستور الإنساني قبل العراقي الذي ينص في المادة (٧) أولا على انه: "يحظر كل كيانٍ او نهجٍ يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير أو التطهير الطائفي"، ما يعني حظرها من العمل السياسي طبقا للدستور. لكني احتاج فقط ان اذكرها بان كل من "يتختخ" لدعوتها هذه بعثي وان لم ينتم.