حجة رئيس الوزراء، في بيانه الأخيرعن قطع رواتب موظفي الإقليم، أن الأخير لم يعمل بقانون الموازنة الاتحادية "منذ اكثر من ثلاث سنوات". ليش اليوم انقطعت الرواتب وليس قبل ٣ سنوات؟ السؤال أخو سؤال آخر: ليش اليوم يالله تحرك القائد العام للقوات المسلحة بشن حرب على الإرهابيين الذين لعبوا بالعراق لعبا على مدى ولايتيه؟
قد أجد أكثر من سبب لمحاربة المالكي لكتلة "متحدون" لأن خلافه معها، يقع على مستوى اخر، اكثر جذرية. امر شبيه، الى درجة ما، بتصويت ممثل كوبا في مجلس الأمن ضد أي قرار تصوت عليه أمريكا بنعم حتى لو كان لصالح كوبا. فما بينهما عركة "شرايج" في اغلب الأحوال. لكن التحالف الكردستاني والتيار الصدري خلافهما مع الحكومة، او قولوا رئيسها، يحسب من باب المعارضة "الإيجابية". لقد لعب كل منهما يوما دور رمانة الميزان في مفاوضات تشكيل حكومتي ٢٠٠٦ و٢٠١٠. فلماذا تشن حربا حتى على من يمكن ان يميل معك او ضدك بناء على ما سيكبه منك او يخسره؟
هذه الحرب الثلاثية الأبعاد التي يشنها المالكي اليوم ضد (السُنة + الأكراد + التيار الصدري) مع بعد رابع لا يقل أهمية وهو كل سياسي أشار من قريب او بعيد لقضية عودة الدكتاتورية بالعراق، حتى لو كان من حزب الدعوة وقيادي بـ "دولة القانون"، مثل سامي العسكري، لا يقدم عليها الا من كان أمره ليس بيده. أي "عبد مأمور" كما يقولون.
لا اعتقد ان ما يدفع المالكي لذلك هو هوسه بالبقاء في ولاية ثالثة، لأنها حرب تهدد طموحه وتجعل طريقه اصعب. انه شيء آخر. ما هو؟ الجواب يحتاج الى نبش المدفون في قلبه. الرجل مئة بالمئة "دافن شي".