فقد أشعل الشارع العراقي قبل فترة وجيزة من الزمن بالسخرية والغضب على حمودي المالكي الابن الاكبر للمالكي بتكليفه بمسؤوليات خطيرة في الاعتقال بدلا من قادة الأجهزة الأمنية التي عجزت عن اعتقال المقاول التي أرست عليه وعلى شركائه مناقصات ضخمة منها صيانة وتجديد الفنادق الكبرى في بغداد لاستقبال ضيوف القمة العربية التي عقدت في بغداد .ليمنح المالكي ابنه حمودي دوراً أمنياً غير قانوني لإلقاء القبض على هذا المقاول ، فتصاعد الاستهجان الشعبي ضد هذه الممارسة وذكرهم بممارسات النظام الصدامي وابنيه عدي وقصي الذين كانوا يهيمنون على مرافق الدولة الأمنية والعسكرية والاقتصادية .واعتبره تدخل غير قانوني وتجاوز على الدستور وإرجاع البلد إلى الدولة الديكتاتورية دولة أبو حمودي وحمودي .
أن العقلية التي تدار بها الدولة العراقية الحالية عبر الاعتماد على الابناء والأقارب جعلت ابناء الشعب في حالة تخوف من اعادة دولة الديكتاتورية التي رفضها بشدة اولئك الحكام الحاليون في السلطة عندما كان طاغية العراق يحكم البلد بالنار والحديد بفعل اعطاء ابناءه صلاحيات لا حدود لها من اجل التشبث بالسلطة بكل الطرق .فحوادث ابناء صدام كثيرة لا يمكن ان نحصيها بكتاب او كتابين بل الحاجة إلى مجلد من عدة اجزاء ، واليوم تعاد نفس الحوادث لأبناء المسئولين العراقيين لتأخذ صداها في الاخبار العالمية وفي مقدمة تلك الاخبار لتكون سابقة خطيرة في العلاقات الدولية والعربية والتجاوز على المعايير بمنع طائرة من الهبوط في مطار بغداد الدولي بعد اقلاعها من مطار بيروت متوجهة إلى بغداد وعلى متنها ٧٠ راكباً بسبب عدم نقل نجل وزير النقل العراقي هادي العامري . هذا ان دل على شيء انما يدل على سوء استغلال المسئول للمنصب والنفوذ وتحويل المنصب إلى وسيلة لتحقيق مأربهم الخاصة على حساب المصلحة الوطنية .
لقد كانت ردود فعل رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي باعتقال معاون مدير مطار بغداد الدولي ليكون ( كبش فداء ) لخطأ وزير النقل هادي العامري ويوجه بطرد ومحاسبة من تثبت مسؤوليته عن عدم السماح لطائرة اللبنانية القادمة من بيروت للهبوط في مطار بغداد . فالمالكي غير قادر على اتخاذ اي أجراء باستقالة العامري ، لان العامري له جميل على المالكي في تنصيبه في الولاية الثانية بعد انسحابه من المجلس الاعلى ليكون تحت جناح المالكي ويحصل على وزارة النقل تكريما له على ذلك ، ويصبح عنصراً من عناصر دولة القانون ليشارك في ائتلاف دولة القانون في الانتخابات البرلمانية المقبلة .
أن تلك الفعلة الشنعاء التي أرتكبها وزير النقل قد أدت إلى شعور العراقيين بالحرج الشديد والاستفزاز الكبير اتجاه ما يحدث بالبلد من جراء الأفعال التي يرتكبها أبناء المسئولين ، والمهازل التي تتلاحق نتيجة التصرفات المسئول اتجاه ابناءه ليعطيهم الاولوية والتفضيل على ابناء الشعب الذي جعلهم الدستور كلهم متساوون في الحقوق والواجبات .
اذا كان التكلم عن ابناء صدام حسين والإعمال التي قاموا بها من التسلط والتكبر على ابناء الشعب العراقي ، أذن ما هو الفرق بين أبناء صدام وأبناء المسئولين في الدولة العراقية الجديدة .؟!!! وهل يجبر الشعب أن يغني لهؤلاء الابناء أغنية ( حبيب بابا ) ليجيرها كل واحد منهم باسمه ويقول أنا المقصود لآني فعلت كذا وكذا وأصبحت حبيب ... بابا .