فهي كالأب الروحي بالنسبة لها , حيث بذلت الغالي والنفيس من اجل الوصول بالأمة إلى بر الأمان , وتحملت التعذيب والتهجير والقتل من اجل هذه الغاية العظيمة .
ولأن دائما ً هنالك صراع أزلي بين الخير والشر وبين الإيمان والكفر , حاول الكثير التشويش تارة , والتشويه تارةً أخرى على هذا الدور , وحاول سحب البساط من تحت المرجعية وأبعاد الناس عنها , عن طريق تشويه صورتها إمام الناس ببعض الأساليب الرخيصة التي لا تنطلي على من لديه قدر بسيط من المعرفة , لكن لم يصل الحد إلى ما وصل إليه اليوم , إن يحاول من لديه الشعور بالنقص الانتقاص من المرجعية وتشبيهها بفرعون , ولكنه نسي أنها موسى عصرها , فنسمع اليوم من مدعي المرجعية ومجموعة من أشباه الرجال - لم يعٌرفهم احد مكانتهم الحقيقية – كلام وأوصاف تدل على تفكيرهم وأخلاقهم وعقيدتهم الفاسدة , فأين كنتم حينما تصدت المرجعية , وحينما ضحت وقتُل من قُتل وهي تنتظر مقتلها وما بدلت تبديلا ؟
إن هذه الثلة المحرفة للأفكار هي اخطر تحدي تواجهه الأمة , فالكثير حاول إن يغير مسيرة الأمة عن طريق التطبيق الخاطئ لمفاهيم الدين , ولكن لم نشهد إن يحاول احد أن يحرف الفكر , وهذا ما لا يجب السكوت عنه لأنه يسير بها إلى الهلاك , والأمة التي ترى مرجعيتها تتعرض لهكذا اعتداء ولا تحرك ساكنا ً فهي امة ميتة لا حياة لها , وهؤلاء لا أوجه لهم ندائي هذا , وإنما هو موجه إلى من لا يزال ينبض قلبه بالحياة , دافعوا عن مراجعكم وألا فأن يزيد العصر يطرق أبوابكم , وسيكسرها أن لم تفتحوها له !