ففي أدبيات الديمقراطية يُقيم المسؤول على أعماله وأفعاله، إن كان قد عمل سابقا، ويحاسب على سوء عمله ويثاب على الصالح منه، والناس تشعر بذلك؛ وترى وتسمع وتقيم أيضا، ولها القول الفصل في الانتخابات إما رفضا او قبولا.
لكن بحالة مثل وضع العراق حاليا، والتي لا يمكن وصفها بالديمقراطية الحقيقة، نظرا لما يرفع من شعارات وما يطلق من خطابات، من مسؤولين كبار يفترض بهم السير بالبلد نحو الأمان والسلم الأهلي والازدهار الاقتصادي، وليس نحو التأزم وحقن المجتمع واستقطابه نحو الفتن الطائفية، وتمييع هوية المواطنة لديه.
في العراق؛ الديمقراطية تختلف، فهي شعارات وأزمات، وفيها يتخلي المسؤول عن المبادئ والقيم، وحتى الوعود والعهود التي قدمها، وبأيمان غليظة أمام الشعب بأكمله، وعن كل شيء يتخلى؛ الا المنصب والكرسي، فهو الأكثر أهمية وخاصة للمسؤول الفاسد، لأن فيه "كما يعتقد" خلاصه من سوابقه وأعماله الدنيئة، وهذا مالا يحصل عليه أبدا.
فالتغيير قادم لا محاله، لأن الناس سأمت من أوضاعها المأساوية، وكل المرجعيات قالتها وبالفم الملآن، ومن يؤمن ببقاء الكرسي فهو مسكين، ولم يتعظ من سوء حال غيره من الحكام السابقين، ولا يعرف طريق الخلاص، وحبال الأزمات والمشاكل التي صنعها، تلتف على رقبته يوما بعد آخر، وكما فعل الأولون، لتذكره بالمصير المحتوم.
فما ينتظر الحاكم الفاشل المتمسك بهواه، الذل والهوان -الانحطاط -الخزي والعار- الندم حين لا ينفع فيها ندم-الخسران وبأس المصير، هذا ما حصل عليه كل من خان الأمانة، وسيحصل عليه من سيخونها، وليس ولاية جديدة.