أما إذا كان هذا السياسي يمثل دولة، أو رئيس حكومة، فإن الخسارة بالتأكيد لا يمكن إخفاءها، خاصة بالبلدان التي تتمتع بتداول سلمي للسلطة، ولديها ديمقراطيات حتى وإن كانت عرجاء، كما في حالة العراق مثلا.
وحسب التصريحات الأخيرة للسيد رئيس مجلس الوزراء في قناة (france٢٤)، والذي عده بعض المحللين هجوما علنيا وغير مسبوق؛ على السيد مقتدى الصدر، ومهما تكن الأسباب فإن القدح بشخصية لها وزنها في الشارع العراقي، تعد سابقة خطيرة وغير مدروسة، ولا تليق بشخص يمثل الدولة، خاصة وان هذه التصريحات جاءت متزامنة مع فضيحة ابن وزير النقل؛ الذراع الأيمن للسيد المالكي الذي لا يخالفه في شيء.
وقد يتذكر المتابع للأحداث، بأن السيد المالكي يستخدم مصطلحات مؤذية بحق الآخرين،خاصة وسبق له أن استخدمها مع آخرين، كقائمة متحدون ورئيسها النجيفي، ومع التحالف الكردستاني وبكل أطيافه تقريبا، بل وحتى مع المقربين؛ من الوزراء والمساعدين؛ كالشهرستاني مثلا، وهذا إن دل على شي فهو يدل على إتباع سياسة تتسم باللاعودة، وتقطيع عرى التواصل، وكسر العظم مع الآخرين، ونسي بذلك أنه طالب سلطة وولاية ثالثة.
ولو عدنا الى التصريحات الأخيرة؛ وما تلاها من أحداث هزت الشارع الصدري، وخرجت بمظاهرات وغيرها، لوجدنا أن الناخب الصدري؛ امتلأ قلبه قيحا من هذه التصريحات المهينة، وسبق له أن سأم من ممثليه في البرلمان والحكومة؛ خاصة بعد فضيحة التصويت على مادة الامتيازات الخاصة.
فلم يعد للناخب الصدري خيار، خاصة وإن أغلبهم من الشباب وبعد اعتزال قيادتهم الشابة، إلا أن يتحالفوا مع كتلة قوية تمثل تطلعاتهم، أو أن ينسجموا معها، ويصوتوا لها؛ لتكون لهم سندا في قادم الأيام، ولتمنع سياسة تعدد الولايات التي كان ممثليهم جزءا من تأسيسها.
فكيف تكون هناك ولاية جديدة؟ في ظل هذه الأزمات والمشاكل، واستعداء الجميع، فالعودة صعبة جدا، خاصة أن الوضع الداخلي لا يؤيد ذلك، والوضع الخارجي أيضا أخذ نصيبه من تلك التصريحات؛ التي قد تكون ليست في وقتها ومكانها المناسبين.