التيار الصدري تنظيم عقائدي, تأسس بعد ٢٠٠٣ تحت اسم (جيش الأمام المهدي) بدعوة من السيد مقتدى الصدر, لاقت القبول من مقلدي والده الشهيد محمد محمد صادق الصدر؛ ليكون سلاح بيد المرجعية, وثم اخذ على عاتقه محاربة الاحتلال الأمريكي, وفي سبيل إخراجه بذل أتباعه دماءا زاكية كثيرة, وتعرضوا للاعتقالات والتصفية..
تضحيات بنت مكانة للتيار الصدري عند المواطن العراقي, لا سيما انه بعد خروج الاحتلال, تخلى عن حمل السلاح, وتحول من تنظيم مسلح إلى كيان سياسي, طالب بمصالح وحقوق الناس, استطاع أن يحقق له موطن قدم في البرلمان من عديد مقاعده التي كسبها, وفي نفس الوقت استثمرها السيد المالكي, ليضمن بقائه في السلطة لولايتين..
هناك ثمة اختلاف وتصعيد سياسي بين كتلتي الصدر والمالكي, لكن الأولى كانت السبب الحقيقي وراء بقاء وسيادة الثانية. فمواقف السيد مقتدى الوطنية, كانت تصطدم بالرفض المالكي, وقد عمل الأخير على تجميد حراك الصدريين, وأضعاف إمكانياتهم دائما, وهذا أمر شاهدناه خلال فترة الولاية الأولى الماضية, و نلحظه جليا في الولاية الحالية, وتحديدا في محافظة بغداد..
فقد ضيق الخناق على المحافظ على التميمي, ليصبح محددا بعوائق دولة القانون, بين الأمانة والمحافظة ضاعت الصلاحيات, وتبادل المسؤولين التهم؟!
برغم كل محاولات صاحب القرار لإضعاف التيار الصدري, بقى صامدا مؤثرا في العملية السياسية, أذهل الصدر الجميع بمواقفه, في الفلوجة, ديالى والطوز... وأكد على أن لو كان الأمر بيده " لا ولاية ثالثة للمالكي"..
استمرت الكتلة الصدرية بمجارات نبض الشارع, وطالبت بإقرار القوانين المفيدة للناس, وإعطاء الحقوق العادلة المعلنة والمنسية لمستحقيها, إلا أن الأمر في قانون التقاعد اخذ منحى غير متوقع, وضعت فقرات الامتيازات على خلاف إرادة الشعب والمرجعية ضمن القانون ليتم تمريرها, وقد حدث أن صوت عليه بعض أبناء التيار من النواب, ليشملهم سخط الناس والمرجعية, أمر استنكره سماحة السيد الصدر الذي لم يك يظن يوما أن يحدث مثل هذا الأمر بمشاركة كتلته؛ قرر غير أسفا الانسحاب من العملية السياسية..
أن إعلان الانسحاب كما قدمنا أثلج قلوب كتلة القانون, ووضع نواب الكتلة في موقف لا يحسدون عليه! فالجماهير المطيعة للسيد لن تسامح نوابه.
من ناحية أخرى فان قرار سماحته اوجد خسارة لكتل أخرى كانت تبني أمال كبيرة على دور الصدريين في التغيير والبناء, لا سيما والانتخابات قريبة, فرص النجاح فيها بأغلبية مريحة غير متوافرة لجميع الكتل..
هنا ألأسئلة تطرح نفسها بقوة, ما مصير النواب الصدريين ؟ هل سيحققوا مكاسب انتخابية لهم بعد أن سحب سماحة السيد تأييده لهم؟ أين ستذهب أصوات الجماهير الصدرية ؟ بالتأكيد ستضيع بين الكتل, ولكن أي الكتل ؟
بقراءة بسيطة نجد أن اقرب الكتل السياسية للتيار الصدري هي كتلة المواطن؛ فبينهم أكثر الاتفاقيات, هم مؤتلفون متجانسون في كثير من المحافظات, أهدافهم المعلنة واحدة, هم مجتمعون بالولاء للمرجعية..
فهل سيحث السيد الصدر إتباعه على مشاركة أتباع الحكيم؟ وهل سيبارك الحكيم الذي أعلن أن لإل الصدر مكان لا يشغله إلا ال الصدر, مثل هذه المشاركة ؟ وهل سيبقى السيد المالكي الذي أعلن تأييده لانسحاب الصدر السياسي؟
أمور يجب أن تحسم في قابل الأيام حفاظا على وحدة البيت الشيعي, وألوان النسيج العراقي .