ماتت وخلصنا من شرها، واجزم بأنها تقصد: ماتت وخلصت من شرور الرجال، لكنها لا تجرؤ على قول ذلك.
سموه تعنيفاً ليشمل السب والإهانة والاضطهاد النفسي، أما في العراق فلا بد من مصطلحين أحدهما التعنيف والآخر الضرب، إذ ليس من الإنصاف للمرأة العراقية المعذبة في الماضي والحاضر والمستقبل على الأغلب الاكتفاء بمصطلح واحد جامع شامل.
أن تعذب المرأة بالضرب والتعنيف في القرية العراقية أمر متوقع لا نستغربه فهناك القبلية ذلك الكيان المتخلف الموروث من العصر ما قبل الحجري، ولو كان المكان مدينة صغيرة لقلنا هي القبلية المهاجرة والمستوطنة في النفوس مثل الطفيليات، لكنه في العاصمة مدان ومستهجن، فما بالك لو كان ممارساً من قبل النخبة السياسية.
الرواية مصدرها سيدة ذهبت لأداء واجب اجتماعي، مناسبة حزينة، زاد من وطأتها صراخ وعويل صادر من مكان قريب، حرك الفضول ألسنة الحاضرات بالسؤال، فجاء الجواب من مضيفتهم: جارنا يضرب زوجته، أمر معتاد ومتكرر، تعذب الزوجة فيرتفع صراخها ليصل إلى مسامع الجيران.
بقي أن نعرف أن المكان هو المنطقة الخضراء، والزوج الجاني عضو في مجلس النواب، وزوجته المعذبة ابنة رجل دين، والزوج وحماه من طائفة واحدة وينتميان لنفس القائمة الحزبية.
نسأل الزوج المعتدي والمفترض ضلوعه بالدستور والقانون: بأي ذنب استحقت زوجتك الضرب والإهانة؟ وأي مادة في قانون العقوبات العراقي تجيز لك ضربها؟ ولو جاءتك زوجة تشتكي لك من عذاب زوجها فهل ترد دعواها؟ أما رجل الدين والد الزوجة فهو كما يبدو راض بذلك بدليل سكوته، ومن المعروف للجميع بأن الدين الإسلامي وضع قواعد واضحة لمعاملة الازواج لزوجاتهم، وحتى أشد أعداء المرأة من رجال الدين التقليديين لا يرضى بضرب الرجل لزوجته على الصغيرة والكبيرة.
عندما يوفر القانون العراقي الحماية الكاملة للمرأة من العنف بأنواعه سيحق للعراقيين الاحتفال بيوم المرأة وسيكون عيداً بحق.
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والاصلاح، ووسيلة كبرى وهي التعلم)