هذه الأحداث حصلت بعد اعتزال السيد مقتدى الصدر، معترك العمل السياسي؛ والذي لازال محركا أساسيا فيه برغم ابتعاده، لكن اللافت للنظر التعاطف الكبير مع الحدث، وتطوره بشكل سيؤدي الى تغيير توازنات القوى السياسية، بل سيكون الأكثر تأثيرا في الانتخابات القادمة.
اللاعب الكبير والأساسي في هذه الأحداث، هي الجماهير التي خرجت بتظاهرات، والأخرى التي إحتجت بدون الخروج للشارع، فقد قربتها الحادثة من بعضها البعض، وأصبح الهم الأساسي لها هو التغيير، وعندما يصبح الهدف واحد تذوب الاختلافات، وإن لم تكن موجودة أصلا.
فالوضع الحالي للتيار الصدري، يشهد حراكا واسعا ومخاضا صعبا، سيؤدي الى بلورة عدة أفكار أساسية، تنير الطريق للقيادات والجماهير، والسير وفقها خلال الفترة القادمة، خاصة بعد تشذيب التيار وإبتعاد الكثير من الشخصيات والتصاقها بحزب السلطة، حفاظا على مصالحها الخاصة.
وما شهدناه في خطاب قائد التيار الصدري في يوم المظلوم، بمثابة خارطة طريق جديدة للمرحلة القادمة، فيها تهدئه، والابتعاد عن التشنج، والنظر للأمور برويه وحكمة أكبر، والذهاب للانتخابات بأكبر عدد ممكن من المصوتين، وهو بذلك يتجه بتياره نحو الاعتدال والوسطية التي تسير عليها عدة قوى سياسية، سواء كانت مدنية أو دينية من أبرزها وأقواها كتلة المواطن.
هذا التقارب هو من سيقلب الأمور رأسا على عقب، وهو من سيجعل جماهير التيارين معا، تصوت لبعضها البعض، كل ذلك إن دل على شيء، إنما يدل على أن هناك تغيير نحو الأفضل،وهذا ما دعت اليه المرجعية، وسيحصل فعلا في ملحمة الانتخابات القادمة، وبيد القيادتين الشابتين ومن معهما من المعتدلين والوسطيين، والذين يمثلون تطلعات أغلب أبناء الشعب العراقي.