وقد يبدو للوهلة الاولى ان هذا الامر ليس بالاهمية الكبيرة ، لسبب بسيط هو ان لجنة العلاقات الخارجية ليست لجنة ذات طبيعة خدمية لها مساس مباشر بمصالح الناس واوضاعهم الحياتية ومشاكلهم ومعاناتهم، كما هو الحال بالنسبة لجان الصحة والامن والتربية والمالية والاستثمار. لكن عند التدقيق والتمحيص مليا في الامر نجد ان عمل هذه اللجنة، اي لجنة العلاقات الخارجية، لايقل اهمية عن اللجان المشار اليها اعلاه، لان دورها يتمثل بالدرجة الاساس في صياغة ورسم السياسة الخارجية للبلاد، وتوجيه علاقات البلاد مع المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي بالطريقة الصحيحة، وهذا الدور يتمتع بأهمية قصوى، خصوصا اذا عرفنا ان نظام صدام قطع اغلب خيوط التواصل وخرب كل الوشائج الطيبة مع الاخرين وخصوصا مع جيران العراق، وبالتالي جلب كل الكوارث والماسي للعراق والعراقيين، وكانت الحاجة ماسة جدا بعد سقوط النظام الصدامي لتصحيح كل المسارات الخاطئة، وترميم واقع العلاقات الخارجية، لانه من دون ذلك لم يكن ممكنا النهوض بالبلاد على الصعيد الاقتصادي والحياتي والصعد الاخرى، وكانت الحاجة ماسة ايضا الى رجالات يتمتعون بالحكمة والحصافة والحنكة، وقادرين على تحقيق انجازات في هذا المجال، ولعل الشيخ همام حمودي رئيس لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية لدورتين، كان احد ابرز الرجالات الذين حملوا مواصفات اهلته لان يلعب دورا محوريا فاعلا في فك العقد المستعصية، وفتح الابواب المغلقة، ورفع الحواجز القائمة بين العراق وجيرانه واصدقائه.