ان اول اسباب استمرار التدهور الامني ترجع الى تهاون المسؤولين في التعاطي مع القائمين بهذه الاعمال الاجرامية، فمعظم المجرمين من تنظيمات القاعدة وداعش الذين قتلوا او القي القبض عليهم بعد محاصرتهم ونفاد ذخيرتهم ..معظم هؤلاء تبين انهم من المقبوض عليهم بجرائم ارهابية واودعوا السجون وحكم عليهم عدة مرات لكنهم يهربون او يطلق سراحهم ضمن صفقات مشبوهة .من بين هؤلاء السفاحين المجرم خلف الفهداوي وهو معلم في احدى مدارس الانبار اعترف بانه قبض عليه اربع مرات واودع سجن بوكا وسجون اخرى ومن ثم يطلق سراحه فيعود للعمل الارهابي بشكل اعنف واشد بعد كل مرة !!.
ومنهم ستة مجرمين يقودون العمليات الاجرامية الان في الفلوجة سبق وان قبض عليهم واطلق سراحهم وقد وزعت وزارة الداخلية صورهم على نقاط التفتيش !.ومنهم الارهابي السعودي احمد عبد الله الذي قام بتفجير صهريج البنزين المفخخ في وزارة المالية ولم يقتل في ذلك التفجير وتمت معالجته في العراق ومن ثم تسليمه للسعودية حيث التحق بعدها للقتال في سوريا !.والآن وحسب احصاءات وزارة العدل هناك اكثر من ٢٦٠٠ ارهابي محكومون باحكام مختلفة وكثير منهم محكومون بالاعدام لعدة مرات ولم تنفذ فيهم الاحكام مع ان محاكماتهم اعيدت لثلاث او اربع مرات ،وفي كل مرة تتعرض السجون لعمليات اقتحام ويتم تهريب الكثيرين منهم ،مؤخرا قامت الوزارة بعملية تنقلات لهؤلاء المجرمين الى سجون المحافظات خوفا من عمليات اقتحام جديدة.الذي دفعنا للكتابة من جديدة حول هذا الموضوع –مع اننا اشبعناه طرقا في مناسبات ماضية – الذي دفعنا هو خروج مظاهرات في بغداد تطالب بتنفيذ احكام الاعدام بالمجرمين وتصدي قوات الامن لهذه المظاهرات واعتقال قادة المظاهرة وبعض المشاركين فيها !!. مع ان الواجب يحتم وقوف المسؤولين مع هذه المظاهرات التي تطالب بانقاذ العراق وشعبه من هذه الزمر المتوحشة التي عاثت فسادا وقتلا وتهجيرا .ترى ما الذي يحول دون تنفيذ الاحكام بهؤلاء القتلة مع تكرار عمليات اجرامهم بعد هروبهم ؟. ثم في اي بلد من بلدان العالم تعاد محاكمة المقبوض عليه بالجرم المشهود عدة مرات ويطلق سراحه او يفر ويعاد القبض عليه بجرم آخر ولا ينفذ فيه حكم الاعدام؟!. وما يجري في الفلوجة والانبار والموصل وديالى وصلاح الدين وكركوك من انفلات امني وفقدان سيطرة فضلا عما يجري في بغداد وجميع المحافظات ما هو الا تداعيات التساهل مع المجرمين وعدم الحزم وانزال القصاص العادل. السلطات الثلاث ترمي التهمة على بعضها ،وعمليات التفخيخ والتفجير والتدمير بالسيارات والهاونات والقذائف والعبوات والكواتم مستمرة منذ عشر سنوات وتزداد عنفا واتساعا وشراسة والخاسر الاكبر العراق وشعبه وبناه وامنه واقتصاده.