وفتوى الانتخابات الشهيرة التي أطلقها السيد السيستاني قبل الانتخابات السابقة؛ واضحة تمام الوضوح، في إعلانها بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع، لكن ومع الأسف استغلها المتعطشين للبقاء في السلطة ونجحوا في الانتخابات النيابية الماضية؛ وإن كانوا فاشلين، وبينوا للناس أن مسافتهم كمسافة الآخرين الذين يتسمون بالمصداقية والعفة والنزاهة لدى الجماهير والمرجعية معا.
خلق هذه الإشكالية وأن كان مقصودا، جعل الناس البسطاء تحتار في كيفية الاختيار، فجاءت الفتوى الأخيرة وقبل الانتخابات القادمة، والتي عرفت بفتوى الصالح والطالح، وعرت أولائك الذين يعتاشون على الأزمات والطائفية ونهب الأموال العامة، وجعلتهم في خانة أخرى غير التي كانوا يضعون أنفسهم بها، أما الصلاح فهو للذين صدقوا مع مرجعيتهم وكانوا للناس خير ممثلين.
إذن بات المواطن البسيط الآن، يعرف بأن هناك طالحا ومفسدا وفاشلا يجب الابتعاد عنه وعدم التصويت له، بل ومن صوت على مادة الامتيازات التي أسقطت الكثير من العروش الزائفة والكاذبة من الوزراء والنواب ومن علاهم، وعليه أن يعرف أيضا من هم مريدو المرجعية ومن يسمعونها ويستأنسون برأيها؟ ومن يتخذونها مظلة للعبور بها وقت الانتخابات فقط.
فالمرجعية سند للجميع ولكل الطوائف، ولا تفرق بينهم لا على أساس الدين أو المذهب ولا المنطقة، ولا يمكن لأحد استغفال مواقفها وفتاواها، ولكنها أيضا تقف بكل وضوح مع الصالح ومن يريد خدمة الناس، وضد الفاشل المجرب الذي يبحث عن مصلحته ومصلحة جماعته وحزبه، بحيث بات واضحا للعيان قربها للمواطن، ومن يخدم المواطن، ونفورها من كل المدعين والفاشلين والطائفيين، فهي خيمة لكل ناجح وصالح، وضد كل مسؤول مأزوم وطالح.