بوابة العراق، وعاصمته الاقتصادية، وتطفو على كنوز الدنيا، وتمتلك طاقات هائلة، وإمكانات تؤهلها إلى إن تكون في مصاف العواصم المتقدمة في العالم من خلال ما تمتلكه من ثروات طبيعية، وبشرية كبيرة.
البصرة التي تمثل دور الأم الحنون، حيث أعطت جميع ما تملك إلى أبنائها، وأحفادها، وأشبعتهم رغم جوعها، ولابد للأبناء إن لا يكونوا من العاقين لأبويهم.
البصرة التي قبعت تحت الحصار المتعمد منذ واقعة حرب"الجمل" واستمر هذا الاستهداف، والتهميش؛ حتى سقوط هبل العراق عام ٢٠٠٣ على يد الاحتلال الأمريكي، حيث ذاقت طعم الحرية، والديمقراطية في الأشهر الأولى من إزالة الكابوس ألبعثي، رغم الجراح التي تحملها من الحقبة السابقة؛ لكن سرعان ما قرعت طبول الحرب عليها، وعاد ذلك المارد الرهيب بحروب شعواء، وتهميش، وإقصاء، وصولات فرسانية، وأهازيج حربية رهيبة، وجعلتها تطفو على انهار من دماء أبنائها أثناء حكم الحزب الإسلامي، والذي قتل الحزب الإسلامي.!!
الشعب البصري الذي قبع تحت حكومة محلية منذ ثمانية سنوات، ولم يتغير من واقعه المتردي، وتحمل الأخطاء الحزبية، والإرباك السياسي، والقرارات المراهقة؛ أفاق من سبات عميق، وقلب المعادلة السياسية في انتخابات مجالس محافظات في نيسان الماضي ٢٠١٣ حيث قالوا كلمة الفصل، واختاروا من يأتمن على أرواحهم، ويحافظ على مقدراتهم، وينتشل المؤسسات من الفساد الإداري، والمالي، ويسيرها بشكل منتظم، وخالي من التدخل الحزبي، ويعالج مسألة البطالة، والفقر المستشري في ربوع المحافظة.
بعد إن انجلت الغبرة عن المعترك الانتخابي في انتخابات مجالس المحافظات، وتحديدا في البصرة؛ بدأت الحكومة المركزية تتبع أساليب، وتسلك طرق ملتوية، وغير قانونية، وتتحايل على القانون من اجل إن تميل الكفة إلى صالح حزبها، أو ممثليها في المحافظة، والذي رفضهم الشعب البصري، ولم يمنحهم الثقة مرة أخرى، والتي بدأت هذه الأساليب تمارس على البصريين منذ اعترض الحكومة المركزية على البترو ٥ دولار، إلى الاعتراض على إقالة قائد شرطة البصرة، ووصولا إلى الاعتراض على تشكيل الحكومة المحلية، وإفراغ المحافظة من القوى الأمنية، وإرسالهم إلى الفلوجه، والرمادي، وخلق فجوة كبير في الأمن بالمحافظة، التي هي شريان الحياة للعراقيين جميعا.