هل قدر للبصرة وهي ثغر العراق الباسم واطلالته البحرية الوحيدة على العالم ان تنتج الذهب وتعتاش على الشوك والكرب ؟!
هل كتب عليها ان تكون ضحية حروب السياسات العبثية الهوجاء ومحرقة الخلافات الديمقراطية البلهاء ؟!
بصرة المياه والنخيل ..بصرة النفط والحديد والمعادن ..رمالها زجاج وذهب ..وشطآنها خبز وخصب ...وموانؤها سوق العراق العالمية .
عانت ماعانت على مر العصور ..حبل امتد من حرب الجمل وجيل اشباه الرجال اتباع البهيمة وجند المرأة ،ليلتف في ثورة الزنج وحصارها القاتل،ثم ليتواصل مع الاحتلال العثماني وظلمه ..لتسقط مرة اخرى تحت وطأة الاحتلال البريطاني والحكم الملكي الذي زادها اهمالا ،وصولا الى التسلط البعثي الذي احالها الى ساحة حرب مستعرة الاوار حتى سقوطه في ٢٠٠٣، وطيلة هذه الحقب من سني الجور والتسلط لم يحكمها ولم يشرف على ادارتها احد من اهلها ..نعم كان الشرطي والفراش والكناس من اهلها .
استبشرت خيرا بالنظام الديمقراطي الذي سيعوضها كل عذابات السنين وكيف لا ومحافظها وطاقمه بصريون .. ورئيس مجلس المحافظة واعضاء المجلس بصريون .. وقادتها الامنيون بصريون ...وكل موظفيها بصريون ..
لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن البصريين .. صارت ساحة لاحتراب الاحزاب وتصفية الحساب بين الاخوة الاعداء .. انسحبت خلافات الساسة الكبار في المركز على المحافظة واعانهم الجهلة الناعقون خلف كل ناعق من اهلها على تخريبها او بقائها على حالها من التخلف والفقر والعوز والحرمان رغم مرور اكثر من عشر سنوات على عملية التغيير !.
كم مرة اعيدت التخصيصات المالية السنوية الى خزينة المركز دون انجاز مشروع يخدم البصريين ؟! كم هي صفقات الفساد المالي وتهريب النفط التي جرت على يد احزاب محسوبة على البصرة ؟!.
ولندع الماضي ولنتحاسب على عام جديد ومحافظ جديد ورئيس مجلس محافظة جديد .لماذا يقف مجلس المحافظة حجر عثر بوجه المشاريع الحيوية التي يتبناها المحافظ ويمتنع عن التوقيع على تنفيذها والمباشرة فيها ؟!.لماذا تتربص حكومة المركز بالمحافظ بغية ازاحته ولماذايسعى مجلس المحافظة الى افشاله وتسقيطه ؟!.
والسؤال الاكبر اين وجهاء و كبار البصرة ومفكروها ونخبها ومثقفوها مما يجري ؟!.