صدام حسين الذي ألقته رياح الأقدار على شاطئ الوطن ونصبته حاكماً ليسرقه ويحوله الى غابة لا تتحمل سوى معادلتين القوة والضعف والحاكم والأتباع! سقط صدام حسين عام( ٢٠٠٣) وولى إلى مزبلة التأريخ أسوة بالجبابرة والطغاة من امثاله. تخلص الشعب العراقي من شخصه ،بيد أن سلوكيات نظامه الفاشلة ، التي جّرت على بلدنا المآسي والويلات لازالت تمارس ، والسبب عودة أزلام نظامه وتواجدهم في حكومة المالكي ،حيث عادوا عبر شباك استثناءات سيادته بعد اجتثاثهم من قبل هيئة المسائلة والعدالة!! عاد البعثيون إلى سدة القرار، ليمارسوا الانتقام ممن كان السبب في هلاك صنمهم وإسقاط نظامهم ألبعثي الفاشي المجرم،بعد ان اجتثهم الدستور العراقي بعدم السماح لهم بالعودة الى الحياة السياسية وعدم تبوؤهم للمناصب القيادية ،وهذا ما يتطابق مع قوانين الأمم المتحدة المسمى (قوانين العدالة الانتقالية)التي تحرم عودة ممارسة الأفكار التي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي. أبناء الشعب العراقي يعرفون من كان رأس الحربة والقوة الضاربة التي أنهكت نظام صدام حسين وحطمت جبروته وأذلته،حتى أسقطته، ثم كتبت الدستور العراقي الحالي. هذه المعلومة لم تكن خافية على زبانيته الذين استغلوا استثناءات السيد دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ،فشكلوا حلقته المقربة وراحوا يتحكمون ببوصلة حكومته،فاستطاعوا وعلى مدى سنوات حكم المالكي ان يستنسخوا تجربتهم البعثية مرة أخرى،ولا يحتاج من يريد المقارنة إلى جهد كبير لكشف تلك الحقيقة فسلوكيات النظام السابق لم تغب عن المشهد العراقي على الرغم من مضي أكثر من عقد على سقوطه!. ما يثير الاستياء ليس استنساخ النظام ألبعثي من قبل هؤلاء فحسب،بل محاولة الانتقام من القيادات والتيارات التي أسقطته والسعي لتشويه تلك الرموز. ما نسمعه اليوم من تسريبات إعلامية تقودها الحكومة بشأن مبنى ضريح شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس) حول قيمة شراء الأرض التي يتم تشييدها عليها ،ما هي ألا خطوة غبية وفاشلة،لأننا كشعب نرفض أن نوصف بالجحود والبخل فنحن شعب معطاء لا ينسى من نذر نفسه وأهل بيته فداء لحرية العراقيين وصيانة لكرامتهم. محمد باقر الحكيم الذي لم تستطع أدوات البعث بقمة جبروتها حجب صورته من ذهنية الشعب العراقي على مدى عقود الغربة ،وشاهد العالم كيف تم استقباله من قبل العراقيين ؟بعد سنين من الهجرة والجهاد في سبيل أبناء وطنه !، أقول هل تستطيع مجموعة من خفافيش الظلام التي تعبق خلف مكتب المالكي أن تنال من هذا الجبل الأشم؟!. أن شهيد المحراب سكن واستقر في قلوب العراقيين قبل جغرافيته، فلا داعي لاستفزاز مشاعر العراقيين بتلك الأساليب الصبيانية وهي بالتأكيد ستضركم انتخابيا على عكس حساباتكم ،وسيعاقبكم الشعب العراقي عبر صناديق الانتخاب وستشهدون ذلك يوم النصر ( وان غدا لناضره قريب)!.