كنجيجة قرية من الزمن الغابر تعيش في زماننا الحاضر على بعد ١٢ كم عن ناحية شيخ سعد في واسط،، لا يتوفر فيها الماء الصالح للشرب والكهرباء ولا الخدمات الصحية ولا المدارس وغيرها.
ورغم مشاقي في العمل رايت نفسي مجبرة على ان اغادر روتين حياتي لاقف على اعتاب هذه القرية المنسية عن كثب، عقدت العزم انا وعدد من زملائي المتطوعين لنكرس ولو جزءا بسيطا من يومنا لنعيش ماساة هذه القرية وقريناتها التي اجتاحتها السيول الهادرة وحولتها الى اطلال موحشة اكثر مما هي كانت عليه.
وقفت بين اهلي،، اهلها الذين وقفوا على دفتي قريتهم التي عاثت فيها السيول خرابا، كم اجد نفسي متفاجأة حينما شكى بعضهم العطش متسائلين عن بشرى دخول (صهاريج حوضية) علها تنقل اليهم الماء الصالح للشرب!!
لم تغادر مخيلتي المرهقة صور اناس معدمين يشتكون قلة التعويضات الحكومية التي وعدوا بها منذ ان مطرت السماء سيولا.. فبشرى التعويضات المجزية لم تطل سوى ٤٥٠ عائلة من مجموع ٢٥٠٠ تضررت بشكل كبير جراء الكارثة. لم انس استهجانهم لتعمد البعض ايصال تلك التعويضات الى مستحقيها بداعي عدم التصويت لشخصية سياسية معينة!! تزدحم الاسئلة في راسي المزدحم المتعب. ما ربط الخدمات والمساعدات الانسانية بالحسابات السياسية والشخصية؟ فارجوكم وتضامنا مع كنجيجة المظلومة ارفعوا اصواتكم بالدعاء والمطالبة بالحقوق المشروعة لمستحقيها. ارفعوا اصواتكم بضرورة توزيع المساعدات الانسانية للمتضررين بعيدا عن اي حسابات جانبية. ارفعوا اصواتكم لبث روح التكافل الاجتماعي في الكوارث التي يمر بها وطننا الحبيب من اجل ترسيخ روح المواطنة. فكنجيجة هي عراق مصغر.. هكذا تصوروها.