نقرا احيانا هجمات كلامية ضد المجاهدين العراقيين الذين كانوا يقاتلون نظام صدام وجلاديه وجلاوزته ، المجاهدين الذين كانوا يمثلون خلاصة الطليعة المضحية لاجل هذا الشعب وحريته وكرامته وحقوقه المشروعة ، في ايام المواجهة في بداية ثمانينيات القرن الماضي حدث فرز خنادق واضح وكان الانخراط في العمل الجهادي خيارا حرا ، كان الناس منقسمين الى :
اتباع النظام وجلاوزته في الحزب والجيش والاجهزة القمعية ، واغلبية مظلومة مستضعفة خائفة ، وهاربين الى خارج البلد ليعيشوا لاجئين في اي دولة تعجبهم ، ثم المعارضين من الحركات والاحزاب والمجاهدين حملة السلاح ، الصنف الأخير قاتل من اجل المستضعفين حتى يتحرروا من الطاغية ، ومن اجل المهاجرين حتى يعودوا آمنين الى بلدهم ، وكان بوسع المجاهدين ان يهاجروا الى اي دولة فيعيشوا فيها لاجئين او يكونوا ضمن الاكثرية المستضعفة التي تنتظر قدرها ، لكنهم قرروا حمل السلاح وقاتلوا وسجلوا الملاحم البطولية ولقنوا نظام صدام وجلاديه دروسا في الشجاعة والرفض . وكانوا فرسانا لم يقهرهم أحد حملوا قضيتهم صادقين محتسبين قدوتهم ابو الاحرار الحسين (ع) ، وكان اعلام صدام مكلفا بتشويه صورتهم وهي عملية متوقعة ، فمرة يصفهم بالمتمردين او المارقين او عملاء الاجانب او عملاء الفرس وما الى ذلك من سباب وشتائم ، لكن الشعب يحترم كل عراقي يشتمه النظام ، وذلك احد المعايير في التمييز ، الا ان هناك طبقة من جهلة الناس كانت تتأثر باعلام النظام وحملاته الدعائية ضد المجاهدين والمعارضة بكل اطيافها بسبب الجهل والانغلاق والسذاجة وقد ترسخت في عقولهم قضية الكره والبغض للمجاهدين والعلماء والمراجع ، لا يمكنهم التخلص منها بسهولة وبعضهم يقول انه يكره هؤلاء لاسباب لا يعرفها ، وقد ينفجر هذا الموروث النفسي في كتابات البعض وتصريحاتهم فيكونون مصدرا لنشر الكراهية للمجاهدين والعلماء والمرجعية او يكونون ابواقا او ببغاوات يرددون ما يقوله الآخرون ، في وقت تكثر فيه الببغاوات والطبول الفارغة والاصوات النشاز ، كانت تجارة المجاهدين مع الله لا مع المخلوقين وربحهم غير الربح المتعارف عليه في اوساط الناس ، احيانا هناك عناصر روحية باطنية هي التي تصنع الحب والبغض بين الناس ، هؤلاء الذين يكرهون المجاهدين لم يعرفوهم ولم يعايشوهم ولم يزاحموهم على مكسب دنيوي ولم يسلبوا منهم حقا فلماذا يكرهونهم ؟ نعم هؤلاء انفسهم يحبون بقايا نظام صدام ويعجبون بهم مع ان ذلك النظام كان رمزا للموت والظلم والازمات والذل والهوان ، السر في هذه المواقف يتعلق بالروح البشرية والى اي فريق تميل والطيور على اشكالها تقع والذليل في ذاته لا يتذوق معنى المروءة ولا يحب من يرمز اليها ، الغريب ان الشعوب تحب رموز المقاومة لديها وتصنع لهم التماثيل لا تقابلهم بالبغض والتشكيك ، صحيح ان نظام صدام اسقطته اميركا لكن هل يعني ذلك اننا يجب ان نتخلى عن تاريخ الجهاد والمقاومة والتي تمثل محاولات الشعب العراقي لانقاذ نفسه ؟؟ هل صحيح ان نقدس اميركا ونعلن كرهنا لتلك الثلة الصالحة التي هي اغلى مالدينا في تأريخنا الوطني بل هي الجزء الذهبي من ايام عراقية كانت فحمية اللون مرة الطعم؟
المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة
من يكره المجاهدين ولماذا ؟
