أخر تداعيات الوضع الأمني المزر في العراق دخول ديالى الشيعية السنية الكردية على خط سيناريو فرض الحصار على بغداد واحكام الحصار عليها من جميع الجهات بعد ان انتهت المجاميع الارهابية والقوى المحلية والاقليمية والدولية الداعمة لها من إحكام القبضة على الرمادي والفلوجة.
تردي الوضع الأمني في بغداد والمحافظات المشار اليها في اعلاه وسير خطة قطع التواصل والإمدادات عن بغداد من جميع الجهات والإجهاز عليها فيما بعد يؤشر نجاح المجاميع الإرهابية في خططها قبالة فشل الحكومة في وقف هذا المشروع المعروف والمعلن عنه بكل اريحية،وهذا الفشل والتراخي وانتظار المبادرة من قبل القوات الأمنية يشير الى خلل كبير في اداء وتفكير هذه القوات التي عجزت حتى الان من وقف التراجع او حماية نفسها حتى.
ان الأوضاع في ديالى وفي صلاح الدين تتجه أكثر من غيرها من المحافظات الأخرى نحو اللحاق بالرمادي للتمرد على الحكومة وخططها وأجهزتها الأمنية يرافق هذا التمرد غياب الرؤية لدى المتلقي مع تعمد الحكومة والماكنة العسكرية فرض حالة من التعتيم والضبابية في رسم صورة الواقع الذي تعيشه المدن التي تتمرد على بغداد وحاكمها.
ان بقاء العقلية العسكرية الحاكمة بفكرها المتردي والمنحرف وحالة التخبط والفوضى في استخدام الأدوات المتوفرة وغياب الحلول العسكرية الحاسمة واستمرار التقاطع السياسي فيما بين الفرقاء السياسيين المشفوع بالاصطفاف الطائفي وفتح جبهات الكرد والصراع الانتخابي كلها عوامل مساعدة على استمرار محرقة الحرب وإدامة زخمها اطول فترة ممكنة يعاضدها حالة التوحد والرغبة في إتمام الإجهاز على التجربة الديمقراطية من قبل المجاميع الإرهابية.
ليس من الممكن التفكير بواقع مستقر وحلول سريعة يمكن ان تقوم بها القوات الامنية التي فشلت في الامساك بالارض واضطرت مجبورة الى التخلي عن كثير من المواقع الاستراتيجية ولهذا فان التشاؤم من المستقبل لا يعني الاصطفاف الى جانب الارهاب والارهابيين انما يعني الخوف والقلق والاعتراف بما يجري من معطيات،وحتى لا نستمر بقلقنا وخوفنا فليلقمنا القائد العام للقوات المسلحة بخطة واستراتيجية من شانها وقف تقدم المجاميع الارهابية واعادة السيطرة على الانبار وحماية الطرق والجسور ووقف تغلغل الارهابيين في المدن والقصبات المختلفة.