تصاعد وتيرة الاحداث الامنية الاخيرة وخاصة ما جرى في مجزرة فاجعة النخيب والصورة التي اداءها الجناة في اساليب القتل وترويع الزوار كل هذه الاحداث اعادة للأذهان احداث اعوام ٢٠٠٦ و ٢٠٠٧ وما حملته تلك الاعوام من صور بشعة في القتل وترويع الناس الابرياء ودفعت بالكثير منهم الى مغادرة الوطن واللجوء الى دول الجوار مخافة وحفاظا على انفسهم وعوائلهم ومن لم يستطع ذلك فقد ترك مدينته و محافظته و ارتحل الى محافظة اخرى اكثر امانا واستقرارا ولكن الفرق بين المرحلتين ان قواتنا الامنية لم تكن بالمهنية التي هي عليها اليوم وكانت بحاجة في تلك الفترة الى تدريبات وتجربة اكثر عمقا حتى تستطيع التعامل مع اساليب الارهابيين المتنوعة والمتفننة في قتل وترويع الناس الابرياء والى الان لاتزال قواتنا الامنية بحاجة ماسة الى شيء جدا وهام هو اسلوب الضربة الاستباقية وضرب اوكار الارهاب وما تحتاجه اكثر الى تطوير المعلومة الاستخباراتية حتى يتسنى لها ان تكون هي صاحبة الضربة الاولى لأوكار الارهاب وكذلك تسليط الضوء الاعلامي وبشكل اوسع لما يتم توجيهه من ضربات قاسية لعصابات الارهاب لان في ذلك مبعث اطمئنان لدى المواطن بأن قواتنا لا تزال هي الممسكة بالأرض وان ما يقوم به الارهابيون ما هي الا محاولات فاشلة لإعادة الحياة الى جسدهم الميت بفضل الضربات الموجعة من قواتنا .
وعلى ساسة البلد التعامل بتواضع اكثر مع ما يصيب المواطن من مآسي وان لا يستغل البعض منهم فواجع الاخرين من اجل تحقيق الكسب السياسي في هذه المرحلة وبدل الاستفادة من مآسي الاخرين لتحقيق ذلك لتكون الخدمة في التخفيف من آلام المواطن هو السبيل لتحقيق ما يرغب في تحقيقه والا فأن الخسارة اكبر في المرحلة القادمة الخسارة سوف لن تكون سياسية فقط .