عاش الشهيد السعيد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر في مراحل سياسية صعبة وواجه تحديات وظروف حرجة وخطيرة، في مسيرة مواجهته الشجاعة والمبدئية لنظام البعث الصدامي المجرم، وكان الشهيد الصدر قدس سره بحاجة الى من يقف معه ويسانده في مشروعه الجهادي والتضحوي، وفعلا تمكن من استقطاب وجذب كوادر شبابية رسالية فاعلة ومتنورة ومستعدة للتضحية بكل شجاعة واقدام، ومن بين تلك الكوادر ذلك الشاب الجامعي، الذي ينحدر من عائلة بغدادية عرفت بتوجهاتها الدينية ومواقفها المشرفة، وهو همام باقر عبد المجيد حمودي، الذي انتمى للحركة الاسلامية منذ وقت مبكر من عمره، وقد تعرض للملاحقات والاعتقالات من قبل جلاوزة نظام البعث في فترة السبعينات، خلال دراسته الجامعية في كلية الاداب بجامعة بغداد، في مرحلتي البكالوريوس والماجستير.
وقد نبغ وتميز الشيخ همام حمودي منذ عمر مبكر، وهو ما اهله ان يكون احد وكلاء المرجع الديني الكبير الامام السيد محسن الحكيم، ولما يتجاوز عمره الستة عشر عاما، وفي الوقت نفسه نشط في مجال التبليغ ونشر الوعي الاسلامي في عدة مناطق من العاصمة بغداد، ابرزها منطقة الكرادة حيث كان يسكن مع عائلته، وبسبب نشاطه وتحركه الفاعل، اصبح لديه اتصال مع الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر، الذي رأى فيه نموذجا للشاب الرسالي القادر على تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات والصعاب، وما اكثرها في ظل نظام قمعي بوليسي استبدادي، كان يحارب الدين، وخصوصا الشعائر الحسينية، وتحركه ونشاطه وتواصله مع الشهيد الصدر وكوادر قيادية اخرى في الحركة الاسلامية جعله مراقبا وتحت انظار جلاوزة الامن البعثي، ومطاردجا باستمرار وقد نجح في بعض المرات من الافلات، واخفق في اخرى، ووفي عام ١٩٧٥ وبعد اعدجام الشهيد عارف البصري ورفاقه القي القبض على الشيخ همام حمودي، ليبقى في سجن ابو غريب حتى عام ١٩٧٧ ليتعرف عن كثب على الشهيد السيد محمد باقر الحكيم الذي كان قد اعتقل بسبب قيادته لانتفاضة صفر في عام ١٩٧٧، ليستأنف بعد خروجه مسيرة جهادية في داخل العراق، ثم من خارجه بعد اعداد الشهيد الصدر واخته العلوية بنت الهدي في عام ١٩٨٠... وكانت مسيرة المهجر للشيخ حمودي لها قصة طويلة نترك الحديث عنها لمقال اخر ..