بقلم:جندي عراقي وطني
اتذكر انني خدمت قبل خمسة اعوام في احدى الوحدات العسكرية في حدود قضاء ابو غريب وكان امر اللواء الذي تتبع اليه وحدتي العسكرية هو اللواء الركن عبد الناصر الهيتي، وكان هذا الشخص معروف بنفسه الطائفي المقيت وسلوكه الاخلاقي الفض، ونزعته الاجرامية، وقد لعب دورا كبيرا في دعم ومساعدة الجماعات الارهابية المسلحة التكفيرية التابعة لتنظيم القاعدة لتنفيذ عشرات العمليات الارهابية التي استهدفت مواطنين ينتمون الى المذهب الشيعي، ومواطنين من المذهب السني لكنهم اناس عقلاء ومعتدلين وبعضهم موظفين حكوميين وبالخصوص عسكريين في وزارات الدفاع والداخلية.
بالنسبة لعموم الناس في قضاء ابو غريب وتوابعه اصبح اسم عبد الناصر الهيتي كابوس حقيقي، الا بالنسبة لمجرمي تنظيم القاعدة وشراذم حزب البعث المقبور الذين كان لهم غطاء وسندا.
ولم يتنفس الناس هناك الصعداء ويشعروا بالارتياح الا بعد نقل الهيتي الى الموصل ومجيء اللواء علي الفريجي محله، وهذا الشخص كان في قمة الشجاعة والتواضع والبساطة والحرص على فرض الهدوء والاستقرار واعادة اجواء التعايش والثقة بين ابناء ابو غريب من مختلف المكونات.
وفي الفترة الاخيرة اتخذ رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة قرارا بنقل العميد عبد الناصر الجنابي الى جنوب بغداد ، وهذا معناه عودة القتل والذبح والفتنة الطائفية الى هذه المنطقة بعد ان استعادت الهدوء والامن والاستقرار .
اكتفي بالحديث عن عبد الناصر بما كتبه احد الاشخاص على موقع الفيس بوك:
دائما ما يكون صوت المواطن في منطقة ابو غريب غرب بغداد والمجاورة للفلوجة غير مسموع ولا أحد يعرف في الاعلام شيء عنها بسبب انعدام مراسلي الفضائيات هناك بسبب خطورة الوضع ليس من الارهابيين وانما من عصابات الحكومة العاملة ضمن لواء المثنى سيئ الصيــت فهذه المنطقة تعاني منذ اكثر من ٦ سنوات من ظلم لواء المثنى الطائفي فهم يسومون الناس العذاب بهذا اللواء الذي كلما تخلص الناس من قائد سيئ لهذا اللواء اذا بالثاني يكون أسوء منه عدا بعض القادة الشرفاء مثل العامري والقائد من مدينة السماوة اللذان لم تدم فترة بقائهم بعد ان اصبحت علاقة الناس طيبة بهم قامت القيادة بنقلهم .
وقد كان أسوء قائد بهم هو عبد الناصر الهيتي الذي ما أن انتقل الى محافظة نينوى وبعد أن كانت آمنة مطمئنة في الاعوام الصعبة ٢٠٠٥ و ٢٠٠٦ اذا بالامن يتدهور هناك .
وها هم اليوم في اليوم الذي خرج فيه العراقيون في كل مكان للتظاهر ٢٥ فبراير لم يتجرأ مواطن من ابو غريب بالخروج بسبب حظر التجول الذي فرض الى اشعار آخر.
حيث يعلم السكان هناك أن قتل الانسان هو أسهل ما يكون عند لواء المثنى ولا يتورعون عن ذلك .
الأسباب معلومة لدى أهالي ابو غريب حيث ان الحكومة تدفع الشباب اما للاعتقال او هجر المنطقة .
١- الحكومة يحملونهم مسؤولية تهجير اخواننا الشيعة عندما دخل تنظيم القاعدة المهزوم في الانبار الى ابو غريب منتصف عام ٢٠٠٦ وقام بتهجيرهم ولم يتمكن احد من منعهم وهو ليس ذنب الناس البسطاء الذين خسروا كثيرا بتهجير الكثير من المثقفين والاطباء والصيادلة والمدرسين اللذين كانوا يعملون في هذه المناطق ليس لذنب بل هي جرائم القاعدة الحفاة .
٢-تعتبر ابو غريب بوابة اتصال الكرخ بمحافظة الانبار وبالتالي لن يسمح اهل الانبار للمليشيات بارتكاب جرائم في بغداد وفي الكرخ مثلما فعلوا من تهجير اهالي منطقة الحرية قرب الكاظمية
٣- كون حارث الضاري هو من أهالي ابو غريب ومن عائلة شيوخ عشائر الزوبع (( الحمـــّام )) فانهم يعاقبون على مواقفه علما بأن أهالي ابو غريب ليس جميعهم من عشائر الزوبع وخاصة المناطق السكنية مثل ابو غريب وابو منيصير و حي الرســـــــــــالة وحي تميم والنـــــصر والسلام ( الحصوة ) و التي كانت آمنة عندما كانت تحت مسؤولية لواء الصقر الشرفاء ) لا يتبعون حارث الضاري ويخالفونه كثيرا والدليل على ذلك الانتخابات التي افرزت القائمة العراقية والتوافق لهذه المناطق ونسبة المشاركة في الانتخابات .
فالمشكلة ليست بالمواطن هناك فلو تبدل لواء المثنى لتغيرت حال ابو غريب كثيرا .
وقد كان واضحا ذلك في الامان ضمن مناطق الرضوانية والحمدانية والحصوة عندما قامت الصحوة مع لواء الصقر بتأمين المناطق في حين بقيت أبو غريب بالانحدار بينما انحدر حال الحصوة بعد تسلمها من قبل لواء المثنى .