فكم من شجار حصل بين الجيران كان هو سببه ! وكم موقف اتخذه لان مصلحته فيه وليس لمبدا يعتقد به ! فاهل التبدل والتغير حسب المصلحة يمثلون نوع من الخطر الاجتماعي ,فما بالك ونفس السلوك تتخذه بعض الكتل , التي جعلت من السياسة فن تحصيل المغانم على حساب المبدا والضمير والثوابت . كان في ماضي الامة معاوية وسياسة المصلحة الخاصة والتمسك بالملك هي التي تخلق مبادئه فاوجد نمط منحرف من السياسة مبني على المكر والاكاذيب , وفي حاضرنا ظهر المقبور صدام وسياسة المزايدة المبنية على اساس اتخاذ قضية هو لا يؤمن بها او ان تحققها يشابه المستحيل فيتبناها مثل قضية طلبه قطعة ارض مجاوره لاسرائيل لكي يحرر فلسطين , فهو امر لا يحصل وهو لا يحارب لكن الغرض من طرح القضية لتسقيط الاخرين واظهاره بصورة البطل العربي .
دولة القانون تنتهج نفس الاسلوب مع الاسف حيث قامت سياستها على فن تحصيل المصلحة عبر خطوات التاثير على الراي العام , وجعلت من الكثير من الاقلام مجرد مرتزقة لها يصنعون لها الاكذوبة بشكل تصبح مقبولة للمتلقي .
ففي فترة من الزمن جعلت من طارق الهاشمي والاقتراب منه مثلا للوحدة الوطنية مع ما تعلم عنه من سقطات لكنها سكتت لاستمرار مصالحها , وفي فترة اخرى كان الحاجة لنوع من الاصطفاف حول الحكومة خصوصا مع فشلها في تحقيق اي تقدم ملموس فعمدت الى جعل منه العدو وانها المدافع عن الشعب وحقوقه وحققت بتلك الخطوة الكبيرة انتصار اعلامي وسياسي ,واي طرف يعترض على سياستها يعتبر موقفه في عداد الرضا بالمجرمين .
مثلما سكتت عن ساحات الاعتصام سنة كاملة مع ما جرى منها ومع ان الحل كانن ممكنا بدون تدخل عسكري لكن مصالح الكتلة والحكم ان يكون الموقف اللامبالي , ومع قرب الانتخابات كان عليهم ان يكون الموقف متشنجا كي يحقق انتصار اعلامي كبير باعتباره مختار العصر الذي يحارب الارهاب , وتحقق له ذلك وتم تسقيط كل صوت يعارض النهج المعتمد باعتباره من انصار داعش ! مع ان القضية برمتها مصلحية باطار ضيق جدا بعيد عن اعتبارات الوطن ومصالحه والدم العراقي !
وجاء الموقف الاخير من الموازنة ليسير بنفس السياق ضمن طريقة عملهم السياسة بالضغط على الاخرين لتحقيق مكاسب سياسة بالاضافة لوجود جيش من الاقلام والمنابر الاعلامية الاتي تجمل كل خطوة يقومون بها . مما يدعم عملهم وعدم قدرة تشكيل راي عام رافض لما يقومون به من ابتزاز سياسي وضغط وخطوات بعيد عن المهنية واخلاق الفرسان , فكل الامور توجه عندهم لتحقيق ولاية ثالثة باي طريقة ممكنة حتى لو تفجر الوضع العراقي وسالت الدماء . يبقى هنا وعي المواطن في تشخيص الخلل الذي يصنعه جماعة دولة القانون بالاضافة للموقف الكتل السياسية الثابت من وجوب التغيير بالمرحلة المقبلة . هذان الامران يعطيان بصيص امل بانتهاء زمن الكذب والمزايدات السياسية .