تتميز هذه المجاميع بكونها مجاميع قاتلت في الكثير من المواقع القتالية ، فالبعض منها قاتل في افغانستان ، وباكستان ، والشيشان ، وآخرها سوريا ، حيث تشير بعض التقارير أنها ذات قدرة قتالية خطيرة جداً ، أذ تميزوا بتفننهم في قتل المدنيين وبأساليب بشعة جداً من ذبح وقطع الرؤوس ،الخبراء يرون أن تنظيم داعش ليس مجرد عصابة إرهابية، بل هو يقترب كثيرا من هيكلية جيش أو ميليشيا منظمة، وهو امتداد لتنظيم التوحيد والجهاد في العراق الذي تزعمه أبو مصعب الزرقاوي ، نوع التسليح الذي يتمتع به تنظيم داعش الإرهابي ونوع السيارات التي يستخدمونها وعددها الوفير يعيد إلى الذاكرة عمليات الفرار من سجني أبي غريب والتاجي قبل بضعة أشهر والتي ساهم فيها نحو ألف من عناصر التنظيم تدعمهم أكثر من ٣٠٠ سيارة، وبالتزامن مع ما يجرى في سوريا، زحف إلى العراق الذي طالما تخوفت حكومته ونخبه من امتداد الخطر. وها هو الخطر يقترب من عاصمته. فعناصر التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة، وأبرزها داعش، دخلوا وانتشروا في مناطق الاعتصام في الرمادي، وقرار الحكومة في ضربهم ، متزامنا مع فض الاعتصام بالقوة، ومع اعتقال النائب السني أحمد العلواني، الأمر الذي ساهم إلى حد بعيد في تأزيم الوضع بين سكان المنطقة وبين الحكومة.
هذا التداخل الزماني والمكاني أوقد نارا في محرقة كبيرة تسمى الانبار، مما خلف أزمة سياسية خانقة والتي هي بالأصل متأصلة فيما بينهم وبشكل مستمر ، فانتقلت الأزمة بسرعة منهم إلى الشارع بقوة ، فشاهدنا الخروقات الأمنية الكبيرة والخطيرة ، والتي قد تهدد امن العاصمة بحق ، من اختراق للسجون ، وتهريب السجناء ، وكذلك التفجيرات الإرهابية اليومية ، والاختراق الأخير ، و. من هذا المنفذ دخلت داعش فبدت في مواقفها قريبة لسنة العراق، وأقرب منها إليهم من شيعة بلدهم، وتباعدت المسافة بين المكونات إلى حد ينذر بخطر وشيك. التهديد في العراق يبدو أكثر خطورة منه في سوريا، لأن وضع الدولة العراقية مازال هشا منذ التغيير في عام ٢٠٠٣.
وهنا لابد لنا أن نتساءل ما هو تنظيم داعش؟ ومن يقف وراءه؟ وكيف وصل بهذه السرعة إلى أبواب بغداد؟ وكيف سيطر عناصره على الفلوجة دون قتال؟
هذه العصابات المنظمة التي كانت في الصحراء ، وفجأة رأيناها في المدن ، فما السر الذي جعلها تدخل المدينة وبدون أي مواجهة مع القوات الأمنية في المحافظة ؟!
الأساليب الشرسة التي تمتلكها هذه العصابات الإرهابية ، وقوة الخلايا المرتبطة بها كـ "داعش" تكمن في قسوتها المفرطة في إرهاب المدنيين والسطو على أموالهم وقتلهم بأساليب المافيا الدموية ، كما ان السياسية الخاطئة ، والرعناء التي اتبعها رئيس الحكومة نوري المالكي ، والأداء الفاشل في كيفية التعامل مع ساحة الاعتصام كان سببا مباشرا لارتماء أهل الأنبار في أحضان التنظيمات الإرهابية ، وتحالف بعض الشعائر ، وبقايا البعث ، وضباط سابقين ، وضعوا أيديهم في خدمة هذه التنظيمات الإرهابية المسلحة .
الضعف الأمني والفساد المستشري في وزارات الحكومة العراقية ، هو الآخر ألقى بظلاله على مسلسل الخروقات الأمنية خصوصا في العاصمة بغداد والتي يبلغ تعدادها ١٢ مليون نسمة ، مع وجود الآلآف من القوات الامنية من الجيش والشرطة ، والسيطرات المنتشرة في بغداد ، مع وجود الجهد الاستخباري والأمني ، يبقى التساؤل المطروح .... هل بغداد بأمان ، ام أنها ستكون كالفلوجة ؟!