ويستمر تمركز الارهابيين في حدود حلب وادلب الشمالية المحادية للحدود التركية، اضافة لما يجري في دول شمال افريقيا واليمن والصومال وافغانستان وباكستان ودول اخرى كثيرة.. والخوف الاوروبي المتزايد من اثار انعكاسات قتال الكثير من مواطنيها في سوريا او عند عودتهم الى بلدانهم.
يحدث ذلك كله مع تصاعد العمليات الارهابية في العراق.. الذي لم يعد مستورداً للارهاب كما كان في بداية ٢٠٠٣.. بل صار مصدراً له باتجاه سوريا والاردن ولبنان ودولاً اخرى مجاورة.. وان استهدافه منشآت حيوية واستمراره في استراتيجية احتلال الدوائر الحكومية او السجون العراقية واطلاق سراح السجناء، ناهيك عن العمليات اليومية التي توقع عشرات الضحايا، هي رسائل يقدمها لانصاره بانه هو من يمتلك المبادرة وليس العكس.. وبانه يسيطر على مساحات واسعة من السكان والجغرافيا العابرين للدول.. وبانه يمتلك مرونة الحركة وقدرة الضرب في مواقع مختلفة. فهو منظم يمتلك استراتيجية واحدة عنوانها الموت، وسلاح فتاك اسمه الارهاب والانتحاريين.. بينما اوضاع البلدان والشعوب منقسمة ومأزومة في صراعات سياسية.. وهو الواقع في العراق ولبنان وسوريا دون الكلام عن بقية البلدان.
ولعل اعظم ما يحلم به الارهاب لتعزيز مواقعه، ان يحارب طائفياً، وان يحارب بالتصريحات والبيانات. لم ولن يحارب الارهاب بدون حملة امنية بالتعاون بين القوات الامنية والاهالي.. تجمع بين العمليات النوعية الاستباقية والعمل الاستخباراتي.. وبدون توافق وطني عريض يضم جميع مناطق العراق وفئات الشعب.. وبدون برامج اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي.. وتعاون اقليمي، بل عالمي لتطويقه والتضييق على مصادره.. وهذا ما لا يحصل للاسف الشديد.
ما زالت قوى كثيرة تعتقد ان الارهاب حليف لها حسب منطق عدو عدوي صديقي.. فالارهاب يستهدف الشيعة فيتساهل معه بعض السنة.. او يستهدف العراق فيتعاون معه، مباشرة او غير مباشرة، من لا يريد للعراق او لنظامه الخير.. او يستخدمه بعض الشيعة لاحراج وضرب خصومهم من السنة.. وفي كل هذه التكتيكات يتقوى الارهاب، ويضعف الشيعة والسنة والشعب عموماً.