على مدار ثمان سنوات جربنا كل انواع فشل المالكي على مستوى السياسة الداخلية والخارجية , وهي غير غائبة عن الاذهان , وهنا نحاول ان نذكر ببعض محطات فشل المالكي المهمة فالبعض مع الاسف ينسى او يتناسى .
من محطات الفشل فضائح الوزارات المتكررة من فساد واهدار للمال العام وغياب الرؤية للمستقبل او خطط معينة كي يظهر الانجاز , كلها رسمت لوحة حكومة المالكي طيلة ثمان سنوات من الفساد الغير مسبوق والذي جعل العراق يصنف من اكثر الدول فسادا ! فوزارات المالكي المتسمة بالفساد استحالة ان ينصلح حالها وقد جربنا وزارات المالكي الفاسدة . ولا يمكن ان نعود لنفس نقطة الفشل الكبيرة . واعتقد ان المجتمع واعي يدرك هذا جيدا .
ووعود الاعمار والمجمعات السكنية والبناء العمودي والتي تمثل حلم كبير للكثير من العراقيين نتيجة سنوات من التخبط للانظمة السابقة فمرت وعود حكومة المالكي كالسراب لم يتحقق شي منها على ارض الواقع وبقيت وعود برسم سنوات مستقبلية لو تم التمديد له لولاية ثالثة فانه سيحقق معاجز وخوارق تليق بمارد المصباح . فوعود المالكي لا نريد تصديقها فقد جربنا كذبها .
اما علاقتنا الخارجية فاستمت بشخصية المالكي المتشجنة فانعكست على علاقتنا مما حولنا من جيران الى اعداء يدفعون بالامور الداخلية للانفجار . فتركيا عدوة , وسوريا عدوة في مرحلة طويلة , والاردن ليس قريبة منا , والسعودية عدو , والكويت بحذر علاقتنا معها . وهذا جر الويلات على البلد وعطل كل جهد للرقي والتطور فانشغلنا طيلة حكومة المالكي في رد
هجمات الاخوة الاعداء , وكان الواجب ان نلجا الى علاقات بمنحنى اخر اكثر هدوء والبحث عن حلول مع الجيران وتسوية الامور كي نكسب المستقبل ونحفظ الدماء ونتخلص من الازمات التي ما عدات تفارق ايام حكم المالكي . فالفشل الخارجي مؤشر ولا نريد تجريبه مرة اخرى .
والمصالحة الداخلية التي اعلنت كاحد منجزاته بددها بتخبطه وخلق الازمات وصنع الاعداء في مسعى للسيطرة على مقاليد الحكم والتخلص من المنافسين له , وكي يصوره الاعلام بانه مختار العصر الذي لا يخاف في الحق شيء ! مع ان باطن الامور كله مساومات واتفاقيات هدفها المكاسب والمصالح الخاصة!! ففشل المالكي في تحقيق سلام داخلي ومصالحة حقيقية مما لا يمكن نكرانه , وهنا لا يمكن ان نجرب فشل المالكي مرة اخرى.
ومنجز الامان الذي كان يجاهر بتحقيقه تبدد مع الايام نتيجة تخلف العقلية العسكرية وتخبط الخطط وفساد الوزارات الامنية مما جعلنا نعيش كابوس يومي سمته العنف , فشل المالكي امنيا حقيقة لا يمكن ازالتها ولا نريد تكرارها ,فقد جرنا فشل المالكي امنيا واليوم نحن بحاجة للتغيير .
فمن جربنا فشله من الخطيئة ان نجربه مرة اخرى , والساحة لا تقف على رجل واحد , فرجال العراق النزيهين والكفاءة وذوي السيرة الحسنة كثيرون وقدر المسؤلية , فقط ننتظر ان يصحح الناخب رؤيته ويتعامل بعقلانية مع خيراته ويقصي الفاشلين والفاسدين ويختار التغيير والاصلح للمرحلة القادمة. فالمجرب لا يجرب كما قالها الشيخ الفياض .