وجاء الخطاب الانتخابي مليئ بالثغرات والامور التي هي اقرب للضحك .. فمن المفردات المهمة التي خاطب بها المالكي الحضور ( وعدناكم بتحرير العراق من القوات الاجنبية واوفينا الوعد باخراجها نهاية عام ٢٠١١ ) حيث يسعى لتجيير خروج القوات له ولحزبه مع ان الخروج لم يكن بضغط حكومي محلي بل بارادة امريكية بعد انتهاء الحاجة لاستمرار الاحتلال , والضغط الداخلي الامريكي لاخراج القوات من العراق , وتحقق اهدافهم من الدخول للعراق ,ومن جهة اخرى اعتبر الكثيرون اتفاقية الخروج خسارة للعراق حيث لم يتم الزام القوات الامريكية باعادة اعمار العراق وتحميلها تكلفة كل ما حصل كما فعلت اللمانيا واليابان , وهذا ما لم تستطع حكومة المالكي تحقيقه وهذا يمكن تسميته فشل حقيقي في الدفاع عن حقوق البلد ! فلا اعلم كيف يجعل من فشله خطابه الانتخابي . واعتقد انه لا يدرك جيدا ان اليوم يتواجد وعي جماهيري يمحص النجاح من الفشل .
والمفردة الاخرى التي جعل منها مركزا للتباهي امام انصاره وهي تتسم بغرابة كبيرة حيث قال المالكي ) سنهزم الارهاب كما هزمناه بالامس ) فاي انتصار يتحدث وكل المراقبين يشيرون لفشل امني غير مسبوق يعيشه العراق نتيجة السياسات الامنية الخاطئة , وتاخر الفعل العسكري , وتداخل الضغط السياسي , فالعراق اليوم مقسم الى مناطق ساخنة غير محسومة عسكريا مع اختراق واضح للكيان الامني راح ضحيته الجند والمواطنين المساكين , فالتلكؤ الامني والعسكري لوزارتي الدافاع والداخلية فاضح ومؤشر من قبل الكل حتى البسطاء من الناس , فلا اعلم كيف يتباهى المالكي بفشله امام انصاره ! الا يفهم ان الجماهير ما عادت مثل السابق يحشدها الخطاب الطائفي , فاليوم لا تنطلي عليها اللعب الاعلامية بسبب تشكل وعي يدرك اهمية التغيير.
واغرب ما تم ملاحظته على احتفالية دولة القانون الانتخابية هي غياب البرنامج ! وهذه فضيحة غير مسبوقة في عالم السياسة حيث من اساسيات الاحتفالات الانتخابية ان يتم عرض البرنامج الذي تلتزم به الكتلة!
سقطات متتابعة وقع بها المالكي وحلفائه في مؤتمرهم الانتخابي نتيجة الفشل المحيط بهم منذ سنوات !
ام اقوى نكتة اطلقها المالكي في مؤتمره الانتخابي هي دعوته للتغيير , والمشهد المضحك من موافقة حشود دولة القانون لدعوته ! مع ان التغيير لا يكون الا بازالته هو بعد ثمان سنوات فشل صبغها المالكي بتواجده .. والدعوات التي تنادي بالتغيير كلها تعني ازالة المالكي من كرسي الحكم بعد ان جربنا فشله على مدار دورتين كارثية !فاي تغيير يقصد ! ام هو يتبنى شعارات الاخرين من دون فهم لمغزاها !
قيل سابقا المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين , وتم اللدغ مرتين فمن العار ان نلدغ بالثالثة . التغيير ضروري في هذه المرحلة والا يكون مصير العراق غير واضح نتيجة فساد الكتلة المسيطرة على الامور , والتي جعلت من العراق من اكثر البلدان فسادا وتازما وضياع حقوق الناس .اليوم المطلب المهم من الجماهير هو ان تتحمل مسؤوليتها وتقوم بالتغيير وازاحة زمرة الفساد والازمات للتخلص سليما وعبر صناديق الاقتراح من هذا الهم الكبير .
كي يمكننا ان نحلم بايام اكثر اشراقا .
فننتظر منك ايها الناخب ان تقصي الفاسدين .