وهذه الأيام تصادف سقوط ذلك النظام ، وكثير من البؤس والشقاء ونقص في كل متطلبات الحياة الكريمة والأمن والاستقرار وابسط مقومات الدولة فنحن لازلنا قبل الدولة، فسابقا حروب متتالية وقصف شديد للصواريخ عابرة للقارات من جماعة كروز وغيرها التي دمرت الجسور والبنايات الضخمة، ودائما يكون الرد قاسيا ولكن ليس بالمعدات العسكرية!!، وانما بالشعارات الفارغة مثل( يعمر الأخيار ما دمره الأشرار)، فهو كان قوي متسلط على شعبه وذليل أمام أعدائه، واليوم وبعد مضي السنوات الطوال والعراق لازال يراوح مكانة بل يتقهقر للوراء بدل التقدم فالنظام السابق كان دكتاتوريا ونحن اليوم نعيش في كنف نظام ديمقراطي، وبرغم الثروات المادية والبشرية الهائلة يعاد نفس الشعار القديم ، فيتم تدمير الجسور واحد بعد الأخر وقطع المياه وحرق الأسواق واستهداف الناس في بيوتهم ، ولكن هذه المرة ليس بيد الأمريكان وحلف شمال الأطلسي، وإنما من قبل القاعدة وأذنابها ، وان هؤلاء أصبحت المبادرة في أيديهم ، فغلق سد الفلوجه وقطع المياه عن أربع محافظات في الوسط والجنوب، والتحكم بالأمور الإدارية والأمنية لبعض المدن، فكان رد السلطة مشابها لما سبقه بالنظام الدكتاتوري وهي سوف يكون الرد قاسيا ولكنه تمخض عن شعار!! (بأننا سوف نعمر ما دمره الأشرار من قوى الظلام) ، حتى مللنا من هذه العبارات لان من تكلم فيها سابقا كان فارغا ومع الأسف ينحى الحاليين على نفس المنهج، فالجميع يؤشر على خلل في السلطة التنفيذية بضعف الإدارة والتخطيط والدولة الرشيدة التي بدونها لايمكن إدراك النمو والتنمية والتطور التي يتطلع لها الجميع، فالأزمات تتكرر وكأنها مرتب لها في الظهور للعلن في زمن معين والاختفاء في وقت آخر ، وهناك تشابه في المجال الاقتصادي وخاصة في مجال التستر على الفساد خصوصا إذا كان من افراد الحزب الحاكم أو احد أقاربه وحواشيه، وتجيير الإعلام واستغلاله خير استغلال للمصلحة الحزبية والشخصية، والاهتمام بالعسكرة بدلا من البناء والأعمار، وتوترات سياسية وعلاقات مقطوعة مع الدول الإقليمية وانتشار ظاهرة الفساد والمحسوبية واختراق القانون باسم النفوذ الحزبي وقوة السلطة، إن حال العراقيين سوف تبقى على ماهية علية أذا لم يحسنوا الاختيار، والتصويت للجهة التي تمتلك برنامجا انتخابيا واضحا، غير الجهات التي صوت لها سابقا إن لم يكن على قناعة بها وبأدائها السابق خصوصا وإنها منحت فرصة كبيرة لكنها لم تنجز شيء، فلا مبرر في ان اكرر صوتي لنفس الشخص إلا إذا كان ناجحا ومؤهلا، فالمطلوب التصويت بصورة واسعة وبوعي تام لأصحاب المشروع الوطني الذين حازوا على رضا المراجع والمواطن وليس الذين يطلقون الشعارات والخطابات والوعود ولكن بدون وجود.