سالني أحدهم: من تتوقع انه اصلح من المالكي لرئاسة الوزراء بعد الانتخابات القادمة؟ هواي ناس. رد ذو لحية يبدو انه لم يبتسم طيلة عمره بانه سيسألني سؤالا واحد ولو اجبته سيقطع يده؟ قلت له تفضل، فغرد: اتحداك ان تأتيني باسم واحد أفضل من المالكي؟ لن اعطيك اسم الأفضل بل أقول لك ان هناك ٣٠ مليون عراقي أي منهم لا يمكن ان يكون اسوء منه.
المالكي استلم الحكم ونحن في "المربع الأول". ثم خطا العراق نحو ما هو افضل امنيا في العام ٢٠٠٨ وهذه كانت بفضل ولادة الصحوات وبفضل حسن تعامل الامريكان معهم ولولا ذلك لكانت انهار الدم اعمق واوسع من نهري دجلة والفرات. باختصار شديد صار لنا امل بالحياة وكنا لا نحتاج سوى ان يأتي للحكم من يغذي هذا الامل ولا يخنقه.
عدت لصاحب السؤال فقلك له: لكن صاحبك الذي تريد قطع يدك من اجله، ولا اظنك فاعلا، لم يوقف عجلة الحياة فقط، بل استبسل في قتل أي بارقة امل فينا:
١. وضع كل الهيئات المستقلة بجيبه فصار الاعلام الرسمي اعلامه والسياسة النقدية للعراق بيده وهيئة النزاهة تنتظر امره؛
٢. صادر القضاء وجعل المحكمة الاتحادية رهينة رغابته تفصل لها ما يشاء؛
٣. منع مجلس النواب من اعداد مشاريع القوانين؛
٤. حاصر أعضاء مفوضية الانتخابات حتى باتوا يفضلون الاستقالة على مخالفة أوامره؛
٥. ضيق على الصحوات حتى بلقمة العيش فاستفردت بهم القاعدة واحدا بعد الآخر؛
٦. امسك بالملف الأمني والعسكري فسجل رقما قياسيا بالاستحواذ على كل مؤسسة مسؤولة عن حماية امن الوطن وارواح الناس؛
٧. بسبب (٤) أعلاه قتل، منا اكثر من ١٢٠ الف عراقي مدني عدا العسكر في زمن ولايتيه. ولو تكرمت يدك قبل ان تقطعها ان تمسك القلم وتضيف عدد الجرحى والقتلى والأرامل والايتام والثكلى من الأمهات والأرامل لفاق عددهم عدد الذي يتبجح بأنهم انتخبوه.
٨. انه اول مسؤول بالعالم يسيطر على كل شيء يهم الدولة والناس لكنه غير مسؤول عن أي شيء يحل بهم.
باختصار شديد، ان طفلا في الروضة يمكن ان يحل محله لو كان كل المطلوب منه ان يجلس بالخضراء مصان غير مسؤول يدير البلد بالموبايل والناس كلهم عرضة للموت في أي لحظة. لا يحاسب حراميا ولا يفتح فمه لو ان أحدا من أبناء حاشيته منع طائرة دولية من دخول أجواء العراق بالعنتكة. لا يهمه من يقتل العراقيين ولا يبالي الا اذا كان يكره القاتل لأسباب انتخابية عندها يصيح "الدم بالدم".
رن هاتف احد الجالسين فكانت الرنة اغنية لحسين نعمة:
بت بعد بالدلال جاهل يعت بيه
ابتسمت وقلت له، لقد جاءك الجواب، فاننا فعلا ننتظر الانتخابات القادمة كآخر بت بدلال العراق. وصاحبك:
يبجي من اصيح اعليه يكطعه من اخليه