حيث الترويج الانتخابي لدعاية قائمة أئتلاف دولة القانون , تعدت حدود دائرة اللامعقول والهوس المجنون , البعيد عن المنطق والواقع الفعلي والملموس , وعكس تيار الحياتي المرير , الذي اجتاح العراق منذ تولي المالكي السلطة والحكم والنفوذ , ووضع البلاد في مشرحة الطب العدلي . ان هذه الوعود التي تطل علينا كل يوم بشكل جديد , وبوعود اضافية اخرى اكثر بريقاً ووهجاً , حتى ضاع الحساب والميزان والمعيار, بشكل مفاجئ وغير متوقع اومن غير موعد . كأن السماء فجأة , فتحت ابوابها مشرعة , بفيضان البركات بالنعيم والترف السخي . لكل مواطن عراقي , بان يرفلوا بجنة عدن , لكن مقابل انتخاب قائمة المالكي , وتسلمه زمام الولاية الثالثة , دون شريك ومنافس . ان هذا الخداع المغامر , يحاول ان يؤثر بعواطف ومشاعر الفقراء , واستغلال حالة فقرهم وعوزهم وحرمانهم , وعدم قدرتهم على تحمل اعباء الحياة الثقيلة , وخاصة وانهم يمثلون شريحة كبيرة , يقدر اعدادهم بين ٧ و ٨ مليون فقير ومعدم في العراق . الذين غابوا كلياً عن توجهات ونهج السياسي للمالكي , على مدى ثماني اعوام على تولي مسؤولية الحكم في العراق , ولم يحصلوا سوى رياح الحرمان والنسيان والاهمال , والان فجأة نزل عليه الوحي والالهام , بهذه الشريحة الانسانية المظلومة , ان هذه اليقظة المفاجئة للمالكي , هو في سبيل شراء اصواتهم الانتخابية بالوعود الوهمية , التي سيمزقها ساعة اغلاق صناديق الاقتراع للانتخابات البرلمانية , وتعود حليمة الى عادتها القديمة , اذا رجعت الوجوه الفاسدة والفاشلة , لتحتل البرلمان مرة اخرى . وهذا مايشير الى الجولات المالكي في المحافظات الوسط والجنوب , التي هي اكثر اهمالاً ونسياناً وحرماناً وفقراً وعسفاً , فمرة يبشر المواطنين بفتح ابواب التعيين والتشغيل والتوظيف لكل الفئات , العاطلين واصحاب الشهادات الجامعية . ومرة يوزع سندات تملك الارضي السكنية . ومرة يوعد بدار سكن لكل مواطن عراقي , ويقسم اليمين , بان هذا شعاره المركزي , لن يتراجع ويتخلى ويتخاذل عنه , ولكن بشرط عودته الى البرلمان والحكومة والولاية الثالثة , والسؤال لماذا اهمل وتناسى هذه الوعود لمدة ثماني اعوام من استلامه الحكم ؟ ولماذا لم يفتح ابواب الجنة على العراقيين , أم كانت المفاتيح مفقودة , او سرقها اللصوص والحرامية , ودخلوها وحدهم بمباركة المالكي , واذا تصور ان كذبة نيسان لكل شهر نيسان , وليس ليوم محدد ومعين , هو الاول من نيسان . ان المالكي واركان حزبه , يعتقدون بهذا الكذب والنفاق , يستطيعون خداع الشعب , فانهم واهمون بخطأ حساباتهم وتقديراتهم , لان الشعب اكتسب الخبرة والكفاءة , ان يفرق بين الصالح والطالح , وبين الغث والسمين , واكتسب الوعي الناضج , بانه لايمكن للفاشلين والفاسدين , ان يصلحوا حال العراق بالعمل والبناء , ولايمكن لهذه الحفنة التي ضاقت الشعب العلقم والمرارة , ان تقود العراق بامانة واخلاص ومسؤولية , وتجربة عشر سنوات كافية , لحكم الشعب عليهم , لذا مهمة اسقاطهم في الانتخابات وانقاذ الشعب والوطن واجب وطني شريف , حتى نتخلص من طيشهم السياسي , الذي لايعتمد على برنامج سياسي برؤية واضحة ومسؤولة تجاه الشعب والوطن . ان يوم العرس العراقي اقترب موعده , بانتخاب الشرفاء والغيارى والمخلصين لذا الوطن , قبل ان يصيبه الطوفان