ولكن عدم اهتمامي بمن يفوز ويخسر لايمنعني من المتابعة والتحليل والتوقف عند ظواهر وحالات عجيبة وغريبة في واقعنا السياسي الديمقراطي، الذي اعتبره حتى الان فوضويا وليس ديمقراطيا... من بين ما لفت انتباهي ان الكثير من الناس ينتخبون هذا المرشح او ذاك استنادا الى مصالحهم الشخصية، وليس الى تأريخ ذلك المرشح الذي يمنحونه اصواتهم وقدرته وكفاءته وماذا قدم للبلد. ولي على ذلك مثال صارخ، فقبل ايام قلائل كنت عند احد اقربائي في منطقة بغداد الجديدة، وخضنا في موضوع الانتخابات والمرشحين، وللانصاف كان قريبي موضوعيا ، ولم يمدح احدا ولم يذم احد بصورة انفعالية، وقد بدا في ارائه قريبا مني، ولكن ما قلب الامور رأسا على عقب شخص صديق جاء لزيارة قريبي في نفس وقت زيارتي، وبدا عليه الانفعال بخصوص الانتخابات، وبدون مقدمات قال (لن انتخب الشيخ همام حمودي حتى لو بقي وحده مرشحا)، في الواقع استغربت كثيرا وبادرته بالسؤال عن السبب، هل ثبت على الرجل فساد اداري او مالي او اخلاقي، او هل تبين انه كان من اعوان نظام صدام، او انه كان فاشلا؟. رد علي لايهمني كل ذلك، انا قريبه ومن ابناء عمومته، وطلبت منه ان ينقل وظيفتي من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الى مجلس النواب حتى احصل على راتب افضل، لكنه لم ينقلني. قلت له بأنفعال وغضب عجيب امرك يااخي.. تهاجم الرجل وفي كل مكان تذهب اليه تعلن انك لن تنتخبه حتى لو بقي وحده لانه لم ينقلك الى مجلس النواب... انا لا اقول لك انتخب فلان او لاتنتخب فلان، ولكن لان الانتخاب امانة امام الله، فعليك وعلى كل شخص ان يختار المرشح على اساس نزاهته وحرصه ونظافة يده، لا على اساس انه قامت بتعيينه او نقله الى حيث يريد او لم يقم.. واضفت له، ولعلمك شيخ همام افضل واشرف وانظف من اغلب المرشحين، واذا كنت تعتبره سيئا لانه لم ينقلك الى مجلس النواب فهذا شأنك وهذا مستوى فهمك للامور.