من اهم ما يدعو له السيد الحكيم في خطاباته هو الدعوة الى دولة عصرية يقودها فريق متجانس كي تحقق تطلعات الشعب العراقي . والانسجام في فريق الحكومة ضروري لنجاح برنامجها لان اي تعارض يسبب تلكؤ كما حصل لحكومة الازمات التي سمت اعضائها التعارض مما عطل كل الجهود ! فالمشاركة الايجابية هي ما يميز دعوات الحكيم لمستقبل عراقي اكثر اشراقا .. اما المالكي فهو يروج الى التفرد بالسلطة عبر اكذوبة الاغلبية السياسية التي يروج لها كشعار لحملته مع ادراكه الى استحالة تحقق ذلك ضمن معطيات الواقع , لكي يسعى لابقاء وضع اليوم من تفرده بالحكم للولاية جديد تكرس واقع اليوم السيء ! ويهدد اما انا او لا استقرار للبلد ويجعل من نفسه المنقذ الاوحد للبلد من اعداء مختلقين !
ومن اهم ما يميز خطاب السيد الحكيم هي دعوته للتسامح ونبذ لغة الكراهية . فاليوم نحن بامس الحاجة للتسامح فيما بيننا فالعنف لا يجلب الا الدمار , هذا الخطاب يمثل الحل الانجح لما نعانيه منذ ثمان سنوات ..اما خطب المالكي فهو لا يغادر حالة التشنج التي التزمها منذ بزوغ نجمه بشكل مفاجئ فيرعد ويهدد ويحول الاخوة الى مجرد اعداء فقط لانهم ينافسوه في الانتخابات ,ويجعل من نفسه بطلا يحارب وهذه الصورة تلامس اللاوعي عن فئة تسبح !
والملاحظ الاهم لخطاب السيد الحكيم , انه خطاب كله تفائل بالمستقبل مستند لرؤية شاملة للوضع العراقي مع استناده لمنهج وخطة عمل , فهو يمد الجماهير بالامل بالقادم وامكانية التغيير فالثقة بالنفس سمة مميزة للسيد الحكيم مما جعل الجماهير تعتبره امل العراق للخلاص من قافلة اللصوص وكتل الازمات والخروج من كل هذا وايصال البلد الى بر الامان .اما خطاب المالكي فلا يستند لخطة ومنهج فقط يحاول تجميل صورته ويلصق الانجازات به وحدة مع انها تحققت بعمل جماعي مثل خروج المحتل فمن العارنسبته لنفسه وهذا يمثل قمة التسويف . بالاضافة ان خطاب المالكي هو خطاب يشعر المتلقي بالخوف والرعب دوما يحذر الناس من مستقبل مجهول ويجعل من نفسه بوصلة الامان للمستقبل فاما هو واما الضياع وهذا قمة التفرد في الرؤية سعيا للتمسك بالكرسي باعتبار استمرار دكتاتورية جديدة تحت ثوب الانتخابات والديمقراطية !
ومن السمات التي تميز خطاب الحكيم انه يستند الى فريق عمل كبير من الاخوة من كل الطوائف تمتاز العلاقة بالمودة والتعاون والثقة المتبادلة بعيد عن التخوين والخوف مما يعطي انطباع ان الامر لو تم لهذا الجانب لامكن صناعة مستقبل اكثر استقرار وامان . بخلاف خطاب المالكي المتسم بتخوين الاخرين وجعل الامر بيده وحدة فبسب سياسته التفردية لم يجعل له صديق حيث تحول الكل الى اعداء , وهذا ينذر بفشل قادم مؤكد لو تم الامر للمالكي وصل الى ولاية ثالثة .
من خلال هذا الفرز توضح مقدار الفرق الشاسع بين خطاب الحكيم وهو خطاب الامان والثقة والامل والمستقبل , وبين خطاب المالكي خطاب الخوف والقلق والتهديد .
ونحن ثقتنا كبير بالمواطن في ان يفرز بين الصالح والطالح.. فلا ينجر لمسرحيات المالكي .ويكون على قدر المسؤولية في تخليص البلد من كتلة الازمات والهدر .