الكل يعرف معنى الهروب للخلف وهو كثيرا ما يتجسد في الفرار من العدو ، ولكن لا احد يعير اهتمام وحتى يعرف معنى الهروب للإمام ، يشبهه البعض بخير وسيلة للدفاع هو الهجوم، لكنه يستخدم أساليب للتضليل ودورا كبيرا في خداع الناس لأنفسهم ولغيرهم، ودائما يمثل الهروب للإمام مخرجا ممتازا للخلاص من الأزمات والقضايا الميئوس من حلها، وهي في الحقيقة حالة مرضية وغير صحية وخطيرة على الفرد والشعوب والجماعات، ففي الفرار للإمام التهرب من المسؤوليات واستدرار العطف ، أما نتيجة التفكير ، فمثلا رمي القصور وما يحدث على إطراف أخرى من خلال نظرية المؤامرة ،وان هذا الذي يحدث من تصميم وتمويل وإيحاء يأتي من الخارج، وهو يسمح لصاحبه التنصل من المسؤولية والأخطاء ، وإصلاح الشأن العام للبلاد، وتناول المشروعات الهامشية والشكلية وترك الحيوية وعبور المضمون ودواخل المواضيع والتفاصيل، وممارسة دور الضحية، ومثال ذلك اليهود الذين ينالون عطف العالم لحد هذا اليوم، نتيجة المحرقة برغم جرائمهم الفظيعة اللاحقة.
إن ما يدور اليوم في العراق هو الهروب للإمام وخاصة للساسة السابقين الذين اثبتوا فشلهم في الجوانب الأمنية والخدمية ، فالمرجعية أكدت ولأكثر من مرة ، ودعت الناخبين للتغيير نحو الأفضل، من خلال صناديق الاقتراع ، و فرصة الانتخابات بحسن الاختيار، خصوصا وان وحسب تقارير الأمم المتحدة إن هناك ٦ ملايين مواطن في العراق يعيشون تحت خط الفقر، والمشكلة إن بعض الناس مضللة وتظلل الآخرين ، فعندما يدور نقاش عن الوضع ألسياسيي، فيقول لك أنصار الحكومة ، وخاصة في الجانب الشيعي ،إن رئيسها لايجامل ولا يتنازل ولو تنازل لحصل على ما يريد فهو الوطني!!، وغيره غير وطنين ، وأول اتهام للتيار الصدري وانه يتحالف مع متحدون، والاتهام الثاني لكتلة المواطن لعلاقاتهم مع الأكراد ، وان الاكراد لايفكرون الا بأنفسهم فقط، ونسوا وتناسوا كل التنازلات السابقة من اجل المنصب!!، وأما في جانب الفساد الذي خطره اكبر من خطر الإرهاب وربما هو سبب من أسباب الإرهاب، وان اغلب الوزراء ، والمدراء العاميين من حزب الحكومة، لماذا لايطرد الفاسدين إذا كان جادا ووطني وهدفه خدمة الناس!!، فهاهي كتلة المواطن تطرح منهج واضح وهي لاتجامل ولا تحابي اي مرشح يتسنم منصب، واشترطت عليهم خدمة الناس قبل التمثيل والمنصب والمركز، والدعوة لأسلوب الاستقصاء والتحليل والبحث و القيادة الراشدة، والتي تتحسب لكل المخاطر والتهديدات ، وطرح الحلول والبدائل والوقاية والعلاج من خلال برامج واضحة، ومن خلال التنمية الاجتماعية والمادية، وحفظ حقوق الأجيال القادمة، وأما بخصوص الائتلاف مع متحدون والأكراد ، نفاه رئيس المجس الأعلى بنفسه، وقال بالنص: لاتحالفات مسبقة قبل أن يقول الشعب كلمته، فالمطلوب الكف عن الكذب والتظليل والهروب للإمام وتلميع صورة الكوارث بمصطلحات وخطابات منمقه، وسلوك نهج احتضان الجميع فوحدة الشعب والوطن هي الضمانة للنجاح وليس التفرد، فهو لاينجح في العراق.