البارحة كان التلفزيون ثابتا على محطة فضائية عراقية صورة بلا صوت. ألسنة نار ولهب تنبعث من نهر. براكين تغلي لتملأ القلوب رعبا. جيوش من الغيوم السود ترتفع جبالا شاهقة في السماء. ظننت في البدء انه فيلم وثائقي عن الحرائق التي أشعلها صدام بآبار نفط الكويت عند البحر. لكن الذي يحترق أمامي نهر وليس بحرا. عندما صار بي شيء من الطاقة كي ارفع صوت التلفاز كان العرض قد انتهى. بحثت في الإنترنت وإذا بالمحترق نهر دجلة. صحت: شلت أيديكم أيها الإرهابيون. أما كفاكم قتل الناس حتى تحرقوا أنهارهم؟ إنه دجلة، آخر وشالة الخير في العراق. ويحكم لم أسمع بنهر قد احترق من قبل فمن أي طينة قد خلقكم هذا الرب؟ جاء الجواب إنها الحكومة قد أشعلته بنفسها وليس الإرهاب يا هذا. اشتعلوا.
لا يشعل النار في قلب دجلة إلا من كان يكرهها، وإنهم لنا ولها كارهون. شبكت عشري على رأسي وغفوت على الأريكة. حلمت بالفرات كسيرا يحبو وقد كسر ظهره المتاجرون بالبضاعة الانتخابية الفاسدة. ماؤه تناقص فلم يعد يمتلك غير دمعة ماء يبكي بها أخته ويعجز عن إطفاء اللهب الذي اشعل صدرها. براكين الدخان الجبلية لاح لي فيها وجه هولاكو والحجاج وصدام وسمير الشيخلي والمالكي وكمال الساعدي. كانوا يضحكون.
أيقظني صوت صديقي باسم قهار: يا هاشم لقد مات ماركيز.