الحكيم في برنامجه الانتخابي أطلق الكثير من العبارات منها " أننا سنقيم و نطور و نصحح و لكن لن نفرّط و لن ننفرط ، سنعيد التقييم ولكن لن نتقاطع ولن نتصارع " ، وهذه رسائل واضحة الى ما يسعى اليه ، وهو السعي الى بناء التحالف الوطني كمؤسسة تكون هي الحكام ، والمسيطرة على عمل الحكومة القادم ، كما ان الحكيم في خطابه أشار بصورة واضحة لالبس فيها ولا تأويل " ان لا تحالفات ولااتفاقات مع احد " والناخب هو من يقرر فوزنا من عدمه ، وهذا بحد ذاته رسالة تطمين ان الحكيم وكتلته " المواطن" لا تسعى الى التحالف مع متحدون اوغيرهم ، بل هي تقف مع الجميع وتتفاهم مع الجميع دون أستثناء ، وهذا هو سر نجاح السياسي الذي يضبط ايقاعات حركتة السياسية في جميع الاتجاهات .
هذه التصريحات أسكتت الاقاويل التي تحدثت كثيراً عن تحالف الحكيم مع داعش ، او مع الارهاب ، او مع القتلة وذباحي الشعب ، كما ان القارئ المنصف لايجد تبدلاً كثيراً في موقف الحكيم ، فقد أعلن مراراً وتكراراً انه مع الجيش العراقي البطل وهو يسحق الارهاب الداعشي في الانبار او غيره من مدن العراق ، وعندما اطلق مبادرة "انبارنا الصامدة " التي نُفذت فيما بعد بيد المالكي ولكن بخجل، حينما اعاد المئات من الصحوات ، وصرف ملايين الدولارات للاعمار ، وهذا هو بحد ذاته نصراً لتلك المبادرة التي سُقطت في بادى الامر ، وما ان زال الغبار حتى اعيد انتاجها بثوب وصيغة اخرى .
البرامج الانتخابية التي يطلقها المرشحون هي التي تعبر عن مستوى القدرة على تنفيذ هذا البرنامج ،فقد أثبتت التجربة البرلمانية في مختلف البلدان أن نجاح المرشحين لا يعتمد فقط على كفاءة هذا المرشح أو نواياه الحسنة تجاه الناخبين، أو رغبته الصادقة في خدمة مجتمعه، فقد أصبح النجاح في الانتخابات النيابية يأتي انعكاساً لخطة عمل استطاعت التعرف على مفاتيح الناخبين، ومواطن الدخول إليهم للحصول على أصواتهم، وتختلف هذه المفاتيح باختلاف احتياجات الناخبين وتطلعاتهم وثقافتهم ورؤيتهم المستقبلية.
كما ان خبراء الدعاية السياسية يؤكدون أن الحملة الانتخابية الناجحة تعد مجموعة من العوامل لإيصال المرشح إلى مقاعد البرلمان منها الوصول إلى أكبر شريحة من الناخبين في الدائرة الواحدة .
لهذا كان البرنامج الانتخابي الذي اعلنه الحكيم وكتلته مصداق جيد ،وتمّيز واضح عن باقي الكتل التي طرحت برامجها الانتخابية لما فيه من خطط واضحة للنهوض بالواقع العراقي بجميع جوانبه الخدمية منها والاقتصادية ، والسعي الى بناء المؤسسة الدستورية " البرلمان " وتقويتها لياخذ دوره الذي رسمه الدستور له في تشريع القوانيين ، ومتابعة عمل الحكومة التنفيذي ، وتفعيل وحماية القضاء من التدخل الحكومي بما يضمن نزاهته ، وغيرها من محطات مهمة في المسيرة السياسية للعراق الجديد أن أردنا ان نقول انه جديد ؟!