بين فترة واخرى يظهر مشروع بسماية كدعاية انتخابية مرة وكمشروع استثماري مرة اخرى وكسكن للفقراء مرة ثانية حسب متطلبات المرحلة التي يراد بها تخدير الناس وايهامهم بانهم على اعتاب معجزة ستحول العراق الى جنة عدن , والمسكين سامي الاعرجي رئيس هيئة الاستثمار وهو يكاد يكون العوبة بيد رئيس الوزراء الذي يدعوه تارة للذهاب الى البرلمان وتارة للظهور معه في ارساء حجر اساس لمشروع وهمي واخرى ماحصل مع الشركة الكورية لبناء مصنع الاسمنت , واني اعرف السيد سامي الاعرجي منذ التسعينات الذي تعدى السبعين من عمره وهو يمسك بمنصبه كما يقول العراقيون باسنانه ورجله , لانه لم يكن يحلم في ان يتبوأ مركزا اقل من ذلك لانه مشمول باجتثاث البعث باعتباره عضو فرقة وممثل القائد الضرورة في الطاقة النووية والمستشار المدلل لحسين كامل , الا ان رئيس الوزراء اعتمد الاتيان باشخاص من هذا النوع او من الجهلة والاميين ليمسك عليهم نقطة الضعف التي يلوح بها لهم متى ما يشاء .
ولعل جلال الدين الصغير في الدورة البرلمانية السابقة ادرك بان هناك لعبة يراد لها ان تنطلي على البرلمانيين باعتبار اكثرهم لايهمهم مصلحة البلد ولايفكرون بها وانما مصالحهم الشخصية فقط , فارسل رئيس الوزراء سامي الاعرجي الى البرلمان ليوهمهم بان البنى التحتية للعراق بحاجة الى قرض مقداره ٧٠ مليار دولار عن طريق الاستثمار لاستكمالها!!! واراد استحصال موافقة البرلمان على هذا القرض , وكاد البرلمانيون الغافلون ان يوافقوا على ذلك لانهم وجدوا رئيس هيئة الاستثمار يطرح ذلك , وقد انبرى الشيخ جلال الدين الصغير وقال عبارة جميلة ( ان الاستثمار هو ان ياتي المستثمر بامواله ليستثمر في العراق لا ان تقترض الدولة وتصرف على مشروع ما , هذا لايعد استثمارا خاصة وان العراق لتوه قد خرج من نادي باريس وقد اطفأت ديونه فهل يعقل ان نقيد العراق بديون جديدة ونسمي ذلك استثمارا ؟) هذا الاعتراض اوقف حيلة رئيس الوزراء في ايهام البرلمان بان ذلك استثمارا لتذهب الاموال بعدها لجيوب كان قد خطط لها مسبقا , علما بان سامي الاعرجي يعرف تماما ان هذا بعيد عن الاستثمار وعن الهيئة التي يرأسها الا ان تشبثه بمنصبه يجعله ينفذ ما يطلب منه دون سؤال او اعتراض . وكان على وزارة الاسكان والتخطيط ان يقوما بذلك وليس هيئة الاستثمار .
نفس السيناريو حدث قبل ايام , فبعد ان البست هيئة الاستثمار ورئيسها عباءة مشروع بسماية السكني , خرج رئيس الوزراء كدعاية انتخابية مصطحبا الاعرجي معه ليقول بان العراق انشأ مصنعا كبيرا للاسمنت في مشروع بسماية الاستثماري !!! ان الحكومة تدفع المال للشركة الكورية وعلى دفعات لتبني وحدات سكنية واذا ما توقفت الدفعات تتوقف الشركة الكورية عن العمل , اي ان الدولة تدفع المال وليس الشركة الكورية او المستثمر قد جاء بامواله لينجز المشروع , وعليه فبسماية لايعتبر مشروعا استثماريا وانما عقد تنفيذ بين الشركة الكورية والدولة كلما حصلت على دفعات كلما انجزت مرحلة من المراحل وهكذا , وبطبيعة الحال لابد ان تنشأ مصنعا للاسمنت ليغذي المشروع , وكان الاجدر ان يظهر وزير الاسكان وليس رئيس هيئة الاستثمار , لان مشروع بسماية عقد تنفيذ وليس عقد استثمار , وان سامي الاعرجي يعرف ذلك تماما الا انه مطيع ومتشبث بكرسيه وكأنه يطبق مبدأ نفذ ثم ناقش الذي تعلمه في صفوف البعث والذي تطور في زمن حزب الدعوة ليكون نفذ ولاتناقش !! لذلك يأمل العراقيون ان تنبثق حكومة نزيهة بعد الانتخابات تعتبر بمثابة حكومة انقاذ وطني تخلصه من هذه الوجوه التي لعبت بعقول الناس وحصدت المال الحرام , وان تاتي باناس مخلصين يحبون العراق لا ان يكونوا بيادق بيد الحاكم يبررون له اخطاءه ويروجون اكاذيبه و منافقون حتى النخاع , اوصلوا العراق الى ثالث دولة بالفساد في العالم وهذا هو اهم انجاز حصدته السنوات الثمانية من حكم الدعوة والتي عرفت بالفترة السوداء في تاريخ العراق .