يدهم، الشيخ همام حمودي رئيس لجنة العلاقات والسياسة الخارجية في مجلس النواب العراقي رجل النزاهة
الاول في العراق.شيء جميل ومفرح ان يحظى رجل دين معمم وسياسي اسلامي مخضرم وشخص مهتم
بشؤون الناس وقضايا المجتمع بهذا اللقب الجميل. والمعروف ان العراق الذي تخلص من قبضة النظام
الديكتاتوري قبل ١١ عاما وانطلق لبناء
النظام الديمقراطي بفضل الخيرين والشرفاء والمخلصين ابتلى بالكثير من الفاسدين والانتهازيين والوصوليين
الباحثين عن الامتيازات والمناصب والمال الحرام بطرق بعيدة كل البعد عن الاخلاق والدين والعرف
الاجتماعي. واكبر دليل على كميات كبيرة جدا من اموال العراق تم نهبها من قبل الذين تصدوا لمواقع
المسؤولية هو انه رغم عشرات مليارات الدولارات التي جاءت من تصدير النفط، مازال ملايين العراقيين
يقبعون تحت خط الفقر، ومازالت مناطق ومدن كاملة تعاني الحرمان وتعيش الجهل والتخلف وكأنها لاتعيش
في القرن الواحد والعشرين وفي بلد يتربع على بحر من النفط. وتؤكد الارقام والحقائق ان اكثر من نصف
المسؤولين منذ عام ٢٠٠٣ اصبحوا اغنياء لديهم حسابات مصرفية ومشاريع تجارية وبيوت فارهة وغيره
وغيره بعد ان جلسوا على كراسي المسؤولية، ولو كان مبدأ من اين لك هذا يطبق بشكل صحيح وكانت هناك
محاسبة ومساءلة حقيقية لغصت السجون بالمسوؤلين الفاسدين. لقد كان بامكان الشيخ همام حمودي ان
يستحوذ على الكثير من الاموال من خلال منصبه ونفوذه وعلاقاته، وكان بامكانه ان يقيم في قصور فارهة
داخل المنطقة الخضراء ويشتري شققا وبيوتا في بيروت ولندن واسطنبول، بدل ان يقيم في مكتب بسيط وفي
منطقة شبه شعبية، لكنه اثر ان يكون نموذجا للنزاهة والنظافة والطهارة والاخلاص مع ربه وشعبه ومحبيه،
وبدلا من ان ياخذ فأنه اعطى حينما شيد المراكز الصحية في المناطق الفقيرة واعتنى بالايتام، وتبنى ترميم
المدارس وارسل الطلبة للدراسة في الخارجح لكي يعودوا حاملين علوما وتجارب تفيد بلدهم. وهذه هي
النزاهة الحقيقية.