كلما شاهدت وزير الامن الوطن السابق وعضو مجلس النواب الحالي شيروان الوائلي او قرأت له تصريحا قفزت الى ذهني صورته وهو يقف خلف اكبر مجرم وقاتل ودموي في نظام البعث الصدامي المقبور، الا وهو علي حسن المجيد الملقب بـ(علي كيمياوي) ولايخفى على ابسط انسان خلفيات هذا اللقب الذي الصق به، ولم لايعرف خلفيات واسباب ذلك اقول له بأختصار لان علي حسن المجيد هو صاحب فكرة ونظية ابادة العراقيين بالاسلحة الكيمياوية مثلما تباد الحشرات بالمبيدات الكيمياوية، وهو من طبقها على ارض الواقع بنجاح منقطع النظير في شمال العراق اواخر الثمانينات.
ماذا يعني وقوف شيروان الوائلي خلف علي كيمياوي ؟؟..
هل يمكن ان يكون قد حصل ذلك مصادفة؟.. لو كان علي كيمياوي شخصا عاديا من عامة الناس فيمكن عندذاك القبول بفرضية حصول الصدفة في اي مقهى او مطعم شعبي او دائرة حكومية.
ولو كان علي كيمياوي شخصا عاديا وشيروان الوائلي هو الاخر شخصا عاديا لايشغل اي منصب في نظام العهد البائد وحصل اللقاء صدفة فلماذا يرتدون الملابس الزيتوني التي لم يكن يرتديها الا كبار رموز النظام وعناصر الامن والمخابرات والحزب ليتميزون عن باقي الناس؟.
هل يمكن ان يكون الوائلي معارضا للنظام في ذلك الوقت ومعتقلا في احد السجون التي زارها علي كيمياوي؟..
اذا كان ذلك صحيحا فمالذي اخرج الوائلي من الزنزانة والبسه البدلة الزيتوني واوقفه خلف كيمياوي الى جانب مرافقيه ومساعديه وجلاوزته المقربين؟.
هل هناك ساذج او غبي يقبل بهذه الفرضيات والاحتمالات.. مثل ذلك الذي يرى الشمس ولايريد ان يراها ويفترض انها شيئا اخر اما ضوء مصباح او ضوء نار ملتهبة من بعيد او حتى ضوء القمر؟.
ان حقيقة كون شيروان الوائلي كان عنصرا من عناصر النظام البائد الدموية والاجرامية لاغبار عليه ، فمن يكون قريبا لعلي كيمياوي ماذا نتصور ان يفعل ، هل يتلو القران والادعية ام يعلم احكام الصوم والصلاة، ام يرعى الناس المساكين، ام يقتل ويذبح ويعذب بمختلف الطرق والوسائل.
وبقدرة قادرة تحول الوائلي الضابط السابق والمخلص لنظام صدام المقبور الى شخص وطني واعتلى المناصب العالية والمهمة في العراق الديمقراطي الجديد، واكثر من ذلك كله راح يوزع صكوك الوطنية على الاخرين ويتحدث عن النزاهة والاخلاص ويحاول ان يظهر نفسه بمظهر الحريص، ولانه يعرف من اين تؤكل الكتف اختار ان يكون في معسكر السلطة حيث المناصب والمواقع والمغريات، في مقابل تنفيذ اي مهام توكل اليه.. ومهمته اليوم بأعتباره عضوا في البرلمان ان يستجوب امين بغداد صابر العيساوي الذي لايخلو من الاخطاء والسلبيات والتجاوزات هو وامانته.. لكن ان يستجوبه شيروان الوائلي فهذا امر يحتاج الى اكثر من وقفة، ولماذا في هذا الوقت بالذات، ولماذا يرفض الوائلي مناقشة اي شيء متعلق بالامانة الا في البرلمان وفي جلسة الاستجواب؟.
ربما يتمنى الوائلي ان يكون سيده السابق علي كيمياوي حاضرا في جلسة الاستجواب ليرى شطارته وامكانياته السياسية الجديدة!!!.