والنجوم الازاهر الآخرين شهداء النهج والعقيدة ، الكتابة عن كواكب قافلة النور هذه- سواء عند رحيلهم او استشهادهم اوتشييعهم او تأبينهم والاحتفاء بذكراهم – الكتابة تتحول الى (دايلوج ) مهيب خارج حدود الندب والنواح والعويل وكل مفردات التأبين حتى لكأنك تخاطب صاحب المناسبة منهم وتناجيه وجها لوجه، بل تحس حضوره قلبا وقالبا..يسير مع مشيعيه.. يجلس وسط المحتفين بهم .. ينهض بين الفينة والاخرى مستقبلا ضيوفه والمشاركين في احياء مجلسه. شعور غريب يشاركني اياه كل من عرف اسرة الحكيم عن قرب او التقى احد رموزها كونهم يعيشون في ضمائر المحبين .. يتوسدون القلوب ويعششون في حدقات العيون ...حتى وان رحلوا بيض الوجوه والايدي.فحين نتحدث عن شهيد المحراب الخالد السيد الاجل محمد باقر الحكيم ( رض ) انما نتحدث عن رمز عراقي من اسرة الحكيم المجاهدة اعطى للعراق كل ما عنده .. الاخوة والابناء والاقارب .. وجاد بالنفس وهي اقصى غاية الجود ...قارع السلطة البعثية الطاغوتية اكثر من ربع قرن.اعتقل مرتين الاولى عام ١٩٧٢ والثانية عام ١٩٧٧ وحكم بالسجن المؤبد من دون محاكمة ،اطلق سراحه في العفو العام سنة ١٩٧٨ ومنع من السفر بعد وضعه تحت الاقامة الجبرية، هاجر سرا عام ١٩٨٠ليؤسس التعبئة الجهادية والتي كانت نواتها فيلق بدرلتتسع فتنبثق من تحت يديه الكريمتين مؤسسات ثقافية وصحية ،ومركز وثائقي لحقوق الانسان،ولجان اغاثة انسانية للعراقيين في المهجر وفي الداخل وخاصة عوائل السجناء والعوائل المتعففة، انشأ مؤسسة دار الحكمة للعلوم الدينية والاصدارات الثقافية،لقبه الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ( العضد المفدى )كما وصفه الامام الخميني ( الابن الشجاع للاسلام ) لصبره وصموده بعدما اقدم صدام المقبور على اعدام خمسة من اخوته وسبعة من ابناء اخوته فضلا عن عدد كبير من افراد اسرة الحكيم .
دخل العراق ظافرا يوم ١٠/ ٥/ ٢٠٠٣ بعد هجرة ومطاردة وتشرد امتدت لاكثر من اربعة وعشرين عاما لتتقطع اوصاله في اقدس بقعة واجل شهر واعظم يوم .. الجمعة الاول من رجب الاصب عام ١٤٢٤هجرية المصادف الثاني من آب ٢٠٠٣. عاش مجاهدا مكافحا مناضلا، ومضى مجاهدا حامل هم العراق والعراقيين بعد ان اطمأن على تحرير العراق واستقلاله تاركا الامانة و الراية بيد شقيقه الراحل العظيم السيد عبد العزيز (ر ض) .. هذا الرمز الاسطورة الذي لم يعرف العراقيون غيره من الذين دخلوا العراق بعد سقوط الصنم ..التفت حوله الملايين من اطياف الشعب العراقي بكل قومياتهم واديانهم ومذاهبهم ومللهم ونحلهم ..امتدت قافلة المستقبلين من البصرة مرورا بمحافظات الجنوب والوسط لتستقر في احضان ضريح سيد الوصيين علي ابن ابي طالب ( ع) ..هذا الرمز الاعجوبة الذي مازالت جراح فراقه نازفة لم تندمل ،وفراغ وجوده لم يسد ربى على يديه بقية السيف من آل الحكيم السيد عمار فكان نعم التلميذ لأكرم واشجع استاذ .. عمار ورث كل مواصفات القيادة الفذة فحمل الراية الجهادية ..حسنية الحكمة ..حسينية الثورة .. عباسية الاذرع .حملها واثقا ليمخر بسفينة انقاذ العراق بحورا متلاطمة الامواج حتى يرسو بها على ضفاف الامن والامان والمحبة والوحدة والاعمار والاستقرار.